د. الشيخ الطلبه

ذكرى الحادي عشر من سبتمبر / د. الشيخ الطلبه

آن لنا في ذكرى الحادي عشر من سبتمبر هذه أن نفهم قواعد اللعبة، فحين حدث ما حدث قرر الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية تغيير خريطة العالم العربي وقبل أن تتحرك الجيوش تحركت العقول، وتم خلق جبهة فكرية ولسانية قوامها العقول المستنيرة ومخططو الإستراتيجيات الدقيقة فكانت الحرب لغوية لسانية بدأت بخلق مصطلح مائع سموه (الإرهاب) وجد له في الخلفية الدينية حضورا نابعا من النص الديني، اختير مصطلح الإرهاب بعناية أدق من الدقة ذاتها، تم تسويق هذا المصطلح فائق الخطورة ووضعه أمام إعلام الخصم (العرب والمسلمين) فتلقفته وسائل الإعلام العربي بغباء شديد وباشرت تسويقه حتى تجذر كلفظ مخيف في ذهنية العربي المسلم قبل الغربي، وانتظر المنظر الإستراتيجي الغربي حتى نضجت الطبخة
الغريب أن مصطلح (الإرهاب) لم يتم تعريغه من لدن صائغيه بل بقي مائعا والغاية من ذلك أن لا يكون تعريفه ملزما للتقيد بالمفهوم الذي يدل عليه
بدأ الغرب حروبه الاستنزافية بحجة (محاربة الإرهاب) لكنه خلق تحالفا قويا كان العدو المستهدف أحد أركانه، هوجمت دول عربية وإسلامية من أراض عربية وإسلامية بفاتورة عربية إسلامية، وهكذا…
كان المصطلح كافيا لتهاجم آمريكا وحلفاؤها أي هدف قصد تحقيق مآربها، فالحجة مصطلح مائع لا تعريف له هو (الإرهاب)
حين انهزمنا في الحرب اللغوية وانطلت علينا الحيلة اللسانية المكشوفة بدأ الدم يسيل ولا يزال
التترس بالعلم والمعرفة، وصناعة العقول والاهتمام باللسانيات الحديثة أسلحة لا غنى عنها اليوم لحفظ ما تبقى من كرامة، بل من وجود.
الشيخ الطلبه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق