أحمد أمين اباهصباحيات ذي المجازصباحيات ذي المجاز - صباحيات الاثنين

التصريح والتلميح في لغن / أحمد أمين اباه

التصريح والتلميح في لغن

 

عرّف الاديب الشيخ ولد مكي السهل الممتنع بأنه هو الأدب، وأكد على حاجة غرضين من أغراض “لغن” إلى الأدب، ألا وهما الهجاء والغزل، لأن أجودهما ذلك الذي تمكن “حكايته” في كل مكان وفي كل جماعة دون إخلال بالحياء.

 

ولأن القيود الاجتماعية تستهجن الأساليب المباشرة في الغزل، أنتشر أدب التلميح في “لغن” وأصبحت له قيمة أدبية كبيرة.

 

وما من شك في قيمة هذا الأدب فهو يشحذ ذهن المتلقي ويدفعه للتفكير والمشاركة.

 

ولجأ “لمغنيين” إلى أساليب بلاغية معروفة مثل التورية والكناية… ومن أشهرها طلعة:

 

يآن كـافيك من اتْهـــــنتيـتْ = مــــــانكْ كــد التسدارْ اتْليتْ

تــســداركْ وفـــيتُ اوفيْـتْ = ولانــــــك زادْ افخبرُ منصـوفْ

ينشاف اعليكْ إلــى غنيـتْ =  وينشاف اعْليكْ انكْ مصـدوفْ

مانكْ سالكْ كــدْ الْـوسَيـتْ = الناسْ اتشــوفْ اعليكْ وتوْفْ

غيرْ انتَ كاعْ اشلكْ بالناسْ = محـــدْ اعليكْ اللِّــي مشيوفْ

ماهُ لاحكْ لعمـــرْ لَ باسْ = اللِّي ماهُ لعـــــمرْ مخلـوفْ

 

لكن البعض أبتدع أساليب جديدة تعتمد على “الغموض” و”الإضمار” وهي أساليب تحتاج إلى فطنة ومهارة، فبإمكان نص من هذا النوع ان يشبعك بالمعنى من دون أن يقدم معنى محددا ومن دون أن يكشف عن التفاصيل.

 

يابراهيم إل جيت = لأهل إبراهيم العبد

 

ڭوللهم عنك ريت = حد إسول عن حد

 

=

 

ابجاوي ماش من انويش = الظهر إروح احواش

 

لحويجه لما راح تيشـ = طايات أهل الخراشِ

 

وفي الحقيقة فإن هذا النوع من الأسلوب منتشر في مناطق من موريتانيا دون أخرى، وهو نتيجة لتراكمات ثقافية وتاريخية وحضارية.

 

فإذا قارنّا مثلا بين طلعة محمد ولد احمد يوره:

 

ما تگلع ش حد امِّن هون = انفد مغي و اكرظ من دون

علب المارد و اكرد لعيون = من بل ٱمنين العلب ارگاگ

و إلى جَ واطِ فالميمون = و افكيرينات أُما ينظاگ

املِّ ما تگلع ش كون = ألِّ تگلع شِ عن لخلاگ

 

وطلعة سيداتي ولد حمادي:

 

نبغ نرجع من الغيب = شور البدع ءُ بوطويب

والشمسي وابنيب = تل أنگنتان

وفرنان ءُ بوعليب = وبياظ أفرنان

هاذ لرضْ أتزيد هيبَ = وانَ يالسبحان

نعرف عن خير فيّ = نوعد ذَ لوان

تنبدغ وفرگنيّ = فامناحر لبتان

 

سنلاحظ أن الفرق بين النصين هو الفرق بين ثقافة وبيئة كل من الشاعرين، فالأول بدأ بـ “ما تكلع ش” والثاني قال “نبغ نرجع”، الأول يرى أنه “ما تكلع ش كون الي تكلع ش عن لخلاك” والثاني يعلنها صراحة “خير في نوعد ذا لوان”.

ويلاحظ كذلك أن طلعة امحمد ولد أحمد يوره سيطر عليها ذلك الغموض الجميل من البداية، فعندما قال ما تكلع ش حد امِّن هون، لم يحدد “هون” أمنين؟ بل تركها مبهمة.

 

باختصار إنها ثقافة إكيدي التي وصفها الاديب محمد فال ولد عبد اللطيف بأنها مزاج وأسلوب.

 

ومن  أسلوبها:

 

يَوْمْ اصْبَاحِ عَنْدْ السَّلاَمْ = فـ الرَّاحَ ترْكيبت لغْمَامْ

 

كَافَيْتْ امْسَوْحَلْ شَوْرْ اخْيَامْ = اهْـلْ ابَّالْ انْزُورْ اهْلْ ابَّالْ

 

واظَّحَّيْتْ أُرغْتْ التّخْمَامْ = يَعْطِينِ منْ فَمْ اسْتكْبَالْ

 

واحْكَمْنِ لمْكِيلْ، أُلكْلاَمْ === كَاملْ كَاعْ الَّ مَا ينْكَالْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق