أرشيف العمل الشبابي

يوم المهرجان ( بمناسبة مرور ربع قرن علي مهرجان 1986 في اركيز)

بسم الله الرحمن الرحيم 
يوم المهرجان ( بمناسبة مرور ربع قرن علي مهرجان 1986 في اركيز)
ظرفية المهرجان
:

شاهد العالم مونديال 1986 وماأبدعته أسطورة الأرجنتين المتمثلة في “مارادونا” الذي استحق لقب : لاعب القرن ال 20 , وطفق الفتيان في كل مكان يزيدون من إهتمامهم بكرة القدم التي هي في الأصل لعبة العالم الأولي ,وأقيمت الدورات والمسابقات والمباريات في كل مكان ,وكان من جراء هذه الحمي الكروية إن صح التعبير أن اهتمت الحكومة الموريتانية _وكانت قد تمكنت لتوها من نقل اول مونديال عبر التلفزة الوطنية_فكان من نتائج هذه الموضة المجنونة أن أقيمت المهرجانات في جل مقاطعات الوطن 
وتلقت برينة ممثلة في شيخها الجليل العلامة سيدي محمد ول اَبه رحمه الله دعوة لشبابها من أجل المشاركة في فعاليات مهرجان اركيز في العشر الأواخر من شهر سبتمبر من نفس العام, وانبري المرحوم العلامة يعبئ ويحشد الشباب بكل ماعرف عنه من الحماس والود والإخلاص الذي يحمله في قلبه لبرينة ولشبابها الذي طالما وجد فيه العون والسواعد القوية البارة التي قهر بها الرمال وتجاوز عن طريقها كل المحن التي صادفته ووقفت في طريقه أثناء تصديه للأمر العام .يقول العلامة في حق هذا الشباب :
شباب برينة في اللأواء شب علي حب المكارم دهرا ليس ينفطم
إن قيل اي شباب عز مطلبهم نبلا وعف عن السفساف قيل هم
وأعلن النفير العام في برينة واطمأن العلامة رضي الله عنه علي صلابة الموقف الرياضي فالمنتصر البريني _وهي تسمية المنتخب_خرج لتوه بانتصار ساحق 3_0 علي تشكيلة الأخت النباغية المؤلفة في جلها من المحترفين أو الهواة في العاصمة 
وعندما علم العلامة بتواجد القائد الفذ جمال عبد الناصر ول عبدو ول أحمد في العاصمة بادر وألح علي الإستعجال في إحضاره وأخذ إلتزاما من السواق والناقلين بضمان ذالك الحضور 
ثم باشر العلامة الإعداد للجوانب الدينية والعلمية والثقافية للمهرجان , وزار الشباب في ابروفاته وهو يعد العدة علي قدم وساق لإخراج التمثيلية المسرحية السياسية الساخرة (الإدارة دائما في خدمة الشعب !) وهي من تأليف الشاعر والأديب محمد الأمين ول الحاج 
وحسم العلامة بنفسه في تعيين المضطلعين بفروع وأنشطة المهرجان الأخري ,فكان مما قال :
أما أنت يامصطفي الهادي فجانب تجويد القرءاَن موكول إليك لأنه من إختصاصاتك
وأنت يا محمد الأمين ول الحاج فقد أسندت إليك برينة راية الشعر لترفعها عالية خفاقة في المهرجان 
ثم إلتفت فرأي كاتب السطور في ركن قصي من القاعة وابتسم إبتسامته العريضة الجميلة_بأبي هو_ وقال :
(أنيان أثرو يكمي لبعر!؟) وهذا شطر بيت من قصيدة يمدحني فيها ابن الحاج ويكايدني ويسخر من شخصي سخرية لاذعة طالما هش لها العلامة واستحسنها أيما استحسان !وفي لمح البصر أصدر القرار فقال:وأنت يا محمد عبد الله ول عتاك عليك تمثيل برينة في سباق المعارض وكل أهل برينة طوع أمرك وفي خدمتك! وأراد رحمه الله إضفاء جو من القبول والإرتياح إلي هذه القرارات الهامة _وهي قرارات مسلمة أصلا_ فنظر إلي ول الحاج وقال:إيه ؟أنت أيها الشاعر ما تعليقك؟ فلم يزد ول الحاج أن قال :
وإذا تكون شديدة أدعي لها وإذا يحاس الحيس يدعي جندب!
فهش لها وتبسم رحمه الله ثم إلتفت إلي وكأنه يمنحني حق الرد علي هذه المكايدة الجديدة ثم قال: جندب ءاَخر الأسماء التي اخترعتها لصاحبك! فاكتفيت انا بتوجيه قليل من اللوم وقلت: لقد حضرَنا ماترون ولا صوت الان يعلو علي صوت برينة التي تناديكم وأنصحك _يامن سيحل قريبا ضيفا علي أهل “أجالة”_ أن تلح علي رئيك من الجن حتي يتوسط لك عند الوالد فيمنحك من رضاه كما منح من قبل لأهل “أجالة” مع شهادة تبريز منه وحسن سلوك!……

….وكنت لأن يرمي بي في معمعان الملاعب_علي عرجي القديم_أو أكلف بالتجويد علي تفلت مزمن شديد في السورات أحب إلي من تمثيل برينة في المعارض ,ولكني ملكت جأشي بعد لحظات وعرفت أن لامهرب من الأمر الصادر الذي أصبح واقعا!
واَمنت أنه بتوفيق من الله ودعاء ومساندة من الشيخ العلامة سأتمكن _بإذن الله_ من تذليل كل الصعاب !
وصرفت الفترة الفاصلة عن موعد المهرجان في جمع كل تحفة تنتمي إلي الحضارة الموريتانية ثم إلي الصناعة البرينية المحلية المتقنة ,من ذالك علي سبيل المثال لاعلي الحصر :
الكتب المؤلفة محليا مثل “الوسيط” والمجلدات بجلود الأغنام وهي صناعة أتقنتها صانعات بريبنيات ووصلن فيها إلي المستوي الرفيع ,ووضع العلامة مكتبته العامرة تحت تصرفي ,وعندما بدأت تجميع الأقلام والسبحات الشنقيطية زودني العلامة بطواقم جميلة من الأقلام والمحابر وألواح القراَن النادرة والمشغولات الجلدية الرائعة وحث الجميع علي تزويدي بكل مايوجد بحوزتهم من هذه التحف النادرة ,ثم رافقني بنفسه الي الجمعية النسوية _التي كانت تعيش حينها عصرها الذهبي الزاهر_ فاعارتني هذه الجمعية من الأثواب الرجالية والديباج والأثواب النسوية المخيطة ,وأعارتنا تركيات ووسائد وحصائر ودبابيس وعصيا وسبحات وأنساعا وأقلاما من كل نوع كلها صناعة محلية , وجمعت من أدوات الشاي شيئا كثيرا جمعت الأباريق والكؤوس والبراريد والمغارج المصنعة محليا وجمعت من الأساور والخلاخيل والحلي من الذهب والفضة والنحاس والقصدير وغيرها شيئا كثيرا وجمعت من متعلقات البادية _وقد تفنن فيها الموريتانيون_ “التداتن” و”الرواحل”و”اللبد”والأفرشة”(تكر) والبطانيات الجلدية (افراو) وشكوتين احداهما حمراء و”أرحال” وشنن وقرب الماء وأقداح “يطة” ونعال الشجر ووطاء الصلاة (إلويش) دون ان أنسي خيمة برينة العملاقة وهي خيمة تساوي في حجمها أربع خيام من الخيام المعروفة 
وجئت إلي جمعية مدينة فلم تبخل بتزويدي بكل مخزوناتها من التحف الجميلة ,وجئت في تجوالي إلي المرحوم محمد الأمين ول خي الذي تكرم بتزويدنا بصندوق كبير صفف فيه كل الأدوات الضرورية للمعامل الصناعة التقليدية المحلية _وعندما شكوت ضاَلة ماستطعت تجميعه من أدوات التدخين كرر الشطر الانف مداعبا ثم قال: لن تنصرف إلا بأجمل العلب النحاسية وخراطيم التبغ والبيوت الجلدية واَلات القدح من زناد وحجر و”نكشة” ! فأجبته _بكل امتنان _ الاَن رضيت!
وكانت النصوص المعتمدة في المهرجان تفرض علي المشاركين أن المدينة إذا عرضت علي يجب ان لاتعرض التحف المجلوبة , وإذا لعبت يجب ان لاتلعب بمحترف وافد ,والتزمت برينة بالنص وروح النص حتي النهاية ولكن هل سيلتزم بالنص باقي المشاركين ؟
المهم في الأمر أنني شخصيا حفظت كل ماتم تجميعه في اكياس مختومة بلغ عددها ثمانية عدا الحصائر والتركيات وصندوق المعامل واشياء أخري لا تناسبها الأكياس وكنت جاهزا في موعد انطلاق القافلة في الهزيع الاخير من ليل 21_09_1986
وكان الأهالي والأحبة ساهرون في وداعنا وعلي راسهم العلامة سيدي محمد رحمه الله الذي شيعنا بخطوات وتمنيات ودعوات مباركات وقال في مزاحه المحبب لا نؤتين من قبلكم يارجال(لاتجيبون الكصرة) والتفت إلي الأسد الهصور عبد الناصر الذي كان الرمد الحبيبي قد أخذ من جفنيه فمنحه ابتسامة الثقة والتشجيع فتفاءلت عندها بصبيحة موقعة كموقعة خيبر!
الم ليكن ابن ابي طالب يومها مطبق الأجفان رمدا لايكاد يري موطئ قدميه اويميز وجها من الوجوه وكانت المفاجأة ان استدعاه القائد العظيم صلي الله عليه وسلم ومسح بيده المباركة عينيه وسلمه اللواء ودعا له بالنصر المبين !
وحتي يوم الافتتاح تصبحون علي خير

 

يوم الإفتتاح
كان الحضور الشعبي كثيفا لكن الجهات الممثلة في المهرجان لم تكن ثلاثة هي معط مولانا وبرينة واركيز ثم ان الجهة التي جاءت جاهزة للمشاركة في كل الأنشطة كانت جهة وحيدة 
من تكون غيرها ؟ من تكون غير برينة المجد والتاريخ؟ برينة التي تستجيب للنفير خفيفة وثقيلة ,تستجيب للنفير في عز الشتاء كما تستجيب له في ذروة سنام حر الصيف في شهر سبتمبر؟!
بدء فعاليات المهرجان:
افتتحت فعاليات المهرجان بمسابقة التجويد فلم يصمد أمام الشيخ المصطفي الهادي أي صامد لاقراءة ولا أداء ولاحفظا ولاتجويدا وأجمعت هيئة التصحيح علي أحقية قارئ برينة الفذ ومنحت الجائزة لبرينة بكل جدارة
وانتظر الناس المسابقة الشعرية فكانت قصيدة محمد الأمين ول الحاج أروع القصائد لكن الإلقاء النزاري والتفاعل الشعبي مع الشاعر لمرابط ول الدياه من معط مولانا جعل لجنة التحكيم تحار في حكمها مع أن القيمة الشعرية للقصيدتين غير متكافئة عند كثير من النقاد ومع ذالك فقد تدرجت لجنة التحكيم في حكمها فمنحت في أول الأمر درجة متساوية للشاعرين ثم عادت لتمنح الجائزة لمعطي مولانا الذي غاب الذهب عن خزائنه معظم أيام المهرجان
في ميدان السباق وهو الميدان المحتد مابين اركيز وبرينة ,وكان الشيخ باي ول دحيم ول الشيخاني من برينة هو أسرع العدائين بلامنازع بدليل أنه فاز بذهبية المائة متر وهي الحلبة الأغلي في العالم ولكنها في هذا الهرجان لم تكن تمثل إلا ثلث السباق ولذالك عندما فاز متسابق اركيز بمسابقة الأربعمائة متر وخذل أهل برينة بسقوط ممثلهم في الأمتار الأولي من حلبة الثمانمائة متر كان هذا ماجعل متسابق اركيز يكمل السباق و حده ويفتح الباب علي مصراعيه لفوز اركيز نهائيا بجائزته اليتيمة في المهرجان كله!
المسرح
كانت برينة وسمعة ممثليه علي وجه الخصوص تملأ الأسماع والأبصار فتولي الرعب من هذه السمعة وأد محاولة للخصوم من فناني اركيز! حتي إنهم أنكروا حتي وجود النية أصلا في أن ينجزوا عملا مسرحيا لمغالبة برينة
وتم بفضل الله عرض المسرحية البرينية التي ترشحت وحيدة لنيل الجائزة وكانت مسرحية سياسية ساخرة بحق! وهي من تأليف وتمثيل محمد الأمين ول الحاج وكوكبة من المبدعين والممثلين أتذكر منهم :
العمدة بلل و المفوض بوبن والسيد ول ادوه وسيدي ول بونه ومحمد سعيد ول أحمد لمرابط ومحمد الأمين ول لولي ومحمد الأمين ول امدن دون أن أنسي الكوميدي البارع “دلول” ! كانت المسرحية بعنوان (الحكومة دائما في خدمة الشعب) ومع أنها نالت من حاكم اركيز نيلا وهو الذي كان يتابعها علي رأس المتابعين إلا أنه إغتبط لحضورها بحق وضحك بملء شدقيه وصفق للمبدعين كثيرا مع المصفقين المأخذوين بروعة المسرحية تأليفا وأداء وتمثيلا وديكورا وإخراجا!

من يفوز بكأس الكرة في المهرجان؟
كانت الفرق المتنافسة علي الكاس ثلاثا : برينةومعطي مولانا واركيز, وهذا يعني أن كل فريق سيخوض مباراتين اثنتين ليكون جميع مباريات الكرة ثلاثا واسفرت القرعة التي لم يحضرها إلا ممثل اركيز عن لقاء برينة واركيز في الإفتتاح وإستراحة اركيز إلي اليوم الأخير مستفيدا من نتيجة اللقاء بين برينة ومعط مولانا!
موقعة برينة واركيز
تحامل القائد عبد الناصر علي نفسه رغم رمده الشديد وجال جولاته وصال صولاته الرهيبة حتي استطاع بمساعدة رفاقه الأبطال أن يُحدث الخلل في نظام كتيبة اركيز ولم يغن عن هذه الكتيبة (كتيبة اركيز) ميل الحكم لصالحها فجثمت الخطورة معظم دقائق الشوط الأول علي مرماها واستقبلت شباكها في هذا الشوط الأول هدفين دون مقابل وكان من المفروض ان يستقبل شباكها لوعدل الحكم نتيجة اثقل وانكي 
في الشوط الثاني جاءت كتيبة اركيز بتدابير جديدة فاقحمت مدربها في الشوط الاول وهو أجنبي كلاعب ليقود العمليات من الداخل وكشر الحكم البغيض عن وقاحته فمنح مدرب اركيز ضربتي جزاء ظالمتين سجل منهما تعادلا في النتيجة بطعم الإنتصار لدي اركيز , وتعمد الحكم الفاجر ان يغتال كل هجمة برينية علي مرمي خصومهم بإعطاء كروت علي اخطاء وهمية يقع ضحيتها البرينيون في كل الأحيان وبلغ إنحراف الحكم وجرمه ذروتهما عندما اطلق صافرته معلنا عن النهاية ليئد هجمة شديدة الخطورة علي مرمي اركيز ودون ان يحتسب الوقت الضائع أوحتي يكمل الوقت الأصلي للمباراة !
وسقط في أيدي اللاعبين الذين أخذوا من حيث لايحتسبون ! لكن القائد بحنكته لم يجادل في أمر الموقعة حتي لا يفت في عضد الفريق الجريح ويأخذ من معنوياته التي سيحتاجها لخوض اللقاء القادم مع الشقيق معط مولانا 
وجري اللقاء المرتقب مع معطي مولانا علي نفس الوتيرة , هجمات خاطفة للبرينيين علي مرمي الخصم وكم من فرص كثيرة خلقوها للتسجيل أقر الحكم الزنيم ثلاثة أهداف فقط مقابل صفر لصالح برينة في الشوط الأول , ثم جاء الشوط الثاني فمنح الحكم العلج هدفا لخصوم برينة ما أنزل الله به من سلطان ! وذالك علي إثر كرة حلقت عاليا فوق العارضة لكن حقده وعمشه احتسبها قد إستقرت داخل الشباك !ثم منح ضربة جزاء صورية فكانت النتيجة النهائية 2_3 لصالح فريق برينة الذي عليه أن ينتظر الموقعة القادمة الحاسمة بين اركيز ومعطي مولانا 
لم يمار جمال في الأمر ! ولم يحل القائد الفذ حزامه فسجل ملاحظاته من لقائه مع الفريقين وتوجه رأسا إلي الإخوة في معط مولانا ليهنئهم علي أدائهم الرفيع وليرفع من معنوياتهم وليعلنها لهم مساندة صريحة ضد الظلم والجور والعسف والحيلة التي مورست ضد برينة ويوشك أن تمارس غدا ضد معط مولانا ! وبمشورة عبد الناصر وتحليلاته العميقة الصائبة للموقف أعدت خطة فاعلة فى مواجهة اركيز وحكم الميدان الطاغية , ثم أنجز عبد الناصر مع فريق معطى مولانا تمريناته الصباحية المعتادة استعدادا للموقعة الفاصلة !
الموقعة الفاصلة 
جاء الركيزيون بحكمهم وخيلائهم وحسبوا انها النزهة! وانهم سيجلون جولة أو إثنتين فينهار الخصم , وتمطر شباكه بالأهداف, أخذوا صفوفهم في الميدان وتمعنوا طلعة كل لاعب من لاعبي الخصوم وأخذت منهم الصدمة حين شاهدوا اللاعب الربعة العنيد الشرس مادجر في مواجهتهم وجها لوجه! وتمالكوا أنفسهم قليلا ثم قالوا هذا مما جررناه علي انفسنا أول أمس ! ولكن ماذا سيغني عنهم لاعب واحد حتي ولو كان مارادونا نفسه! يدة واحدة لاتصفق! وانطلقت الصفارة ووضح في الدقائق الأولي للمواجهة أن خطة معط مولانا _التي رسمها القائد جمال_ تعتمد الهجوم ولاشيئ غير الهجوم وذالك لخلق اكبر عدد ممكن من فرص التسجيل وعدم تمكين الحكم الجائر من التقاط انفاسه للتعامل الفاضح مع هذه الفرص ! كما اتضح أن روح المعركة ووطيسها وشراستها سيتحملها كاهل الحارس, حارس مرمي اركيز المسكين ! 

وتمتع المشاهدون وحبسوا أنفاسهم في متابعة أخطر الهجمات التي نفذت علي مرمي اركيز. هجمات تفنن فيها العملاق مادجر وصاحبه معيوف الذي لايرحم , وفعل مادجر الأفاعيل بحارس اركيز المسكين (م_ل) , هل شاهدتم الفعل المشهود( لليونيل ميسي) بحارس الأرسنال في مسابقة رابطة الابطال الأوربية ؟!, هل شاهدتم “ميسي” وهويتلاعب بالحارس فيسجل مرة عن يمينه ومرة عن شماله ومرة من فوق رأسه ورابعة من بين يديه ورجليه؟ لكنه كان ينفذ نسخة طبق الأصل لنفس الأهداف الأربعة التي قبلها الحكم العتل في مرمي اركيز, ولايزال محمد محمود ول شكار إلي اليوم يبدع ويضحك حين يقوم بتمثيل بعض الحركات لهذا الحارس المسكين حين كان يواجه وحيدا عاجزا اللاعب الغول مادجر الرهيب .
ويقسم لنا بأغلظ الأيمان ان كوابيس تلك الموقعة العجيبة ستظل تطارده مدى الايام !

انتهت الموقعة بنتيجة اربعة لإثنين لصالح معطى مولانا مع ضياع عشرات الفرص التى تفنن الحكم المأفون فى تفويتها وقتلها قبل أن تنضج فتشكل الخطر الداهم على مرمى الركيز . 
وتمكن القائد العبقرى من الاستحواذ على الكاس الغالية وهزم أهل اركيز بنفس السلاح الذي إستخدموه , ألم يكونوا البادئين بالخروج علي النص وإقحام اللاعبين الأجانب فكان هذا عين العدل مع البادئ والبادئ أظلم!

كان الفوز في كرة القدم من نصيب برينة وذالك من إنتصار وتعادل: 3+1 =4
وجاءت الرتبة الثانية من نصيب معطي مولانا وذالك من هزيمة وإنتصار: 0+3=3

وعانق أهل برينة اخوتهم في معط مولانا الذين أهدوهم الكأس وهنأوهم علي تنفيذ خطتهم الرائعة _التي صممت من قائد بريني عبقري_ وهنأوهم علي هذا الإنتصار العظيم الذي يضاهي طعمه طعم الفوز بكأس المهرجان.

 

قصة المعرض
في صبيحة ءاحر يوم من أيام المهرجان , وهو يوم المعارض كانت المفاجأة التي تفتق عنها ذهن اركيز هي بناء خيمة بديعة مطرزة بشكل جميل وضع في ظلها فراش جميل (خبطة) و”تزياتن” و(وعاءان من الجلود لحفظ الأشياء ) وكان هذا كل مافي جعبتهم وأعجب الزوار بحسن هذا العرض وتقليديته وحكم بعضهم مسبقا وقال لاغالب لأهل اركيز اليوم!
وهرول إلي بعض المشفقين فقلت لهم رويدكم حتي نتأكد هل هناك زيادة؟ لأنهم في المهرجان عودونا علي مفاجاَت بائسة! 
وزدنا في التكتم والتحفظ علي الأسرار لعرضنا المنتظر وتمت تعبئة اللاعبين الأبطال والممثلين الموهوبين كحراس وادلاء أثناء وقبل وبعد المعرض , وقبل الموعد بساعتين ضُربت الخيمة العملاقة وقد نُقشت عليها عبارة” صُنع في برينة” فما عادت الأعناق تشرئب إلا إليها , ثم مدت الجبال فاستغرب النظارة المشهد وانتظروا تري أي شيئ سيشد إلي هذه الحبال !؟ 
وأخرجت الزكائب والصناديق من مخزنها وفُرشت أرضية الخيمة العملاقة بتركيات وحصائر كلها تحمل عبارة منقوشة: صُنع في برينة” ومد سماط طويل عريض ففغرت الأفواه في إنتظار المفاجأة التالية من المشهد والعروض !

كانت المفاجاة صاعقة , لم نضع علي السماط وليمة ! ولكنا عرضنا عليه مجلدات من تاليف علماء برينة وتجليد صناع مهرة , وبسط إلويش العلامة بين الركيزتين فاذهل حسنه الناظرين! 
وعلي الحبال عرضت وصففت الصناعات النسوية البرينية صناعات الجمعيات من دراريع وملاحف وسراويل مما سبق ذكره في أول هذه السطور , وكان الوقت حارا فسهل علي الزوار تناول شربات باردة من “الشنن” و” القرب” البرينية المعروضة والمتاحة.
لم يكن عرضنا يضاهي بحال لدرجة ان الإشفاق وربما الشماتة هما كل ماكان يخالج وجدان الزائر أو المقارن!
فهل تستقيم مقارنة بين بيت من الاَجر والطين مع قصر من قصور إِرم؟ ولم يأخذ الأمر من هيئة التحكيم وقتا أكثر من الوقت اللازم لكتابة تقرير بالفوز الصاعق لبرينة . كان أعضاء الهيئة ثلاثة منح أولهم لبرينة درجة عشرين وكذالك الثاني منح أيضا عشرين , أما الثالث فلم يشأ ان يسير علي خطاهما فقرأ الخانة الخاصة ببرينة ووضع عليها تسعة عشر!

وفور انصراف الهيئة بدأ البرينيون في طي أمتعتهم لأن هذه كانت الخاتمة ولم تفقد برينة بحمد الله إبرة واحدة في ذالك العرض المدهش فتم إرجاع كل تحفة لصاحبها سالمة غير منقوصة.
وإلي تقرير الختام

 

تقرير الختام
أعدت الهيئة الإعلامية برئاسة محمد الأمين ول أحمد لمرابط تقريرها المفصل عن فعاليات المهرجان استعدادا لتشنيف أسماع المشجع البريني , وفي طريق العودة كان البرينيون في الميعاد فاستقبلوا شبابهم علي بعد كيلومترات عديدة من مدينتهم المحروسة.
وزحف الجميع إلي المكان المعد للحفل في قلب برينة المدينة العتيدة حيث قرأ عليهم المقرر النتائج :
أولا: جائزة التجويد برينة
ثانيا: جائزة الشعر كانت مناصفة بين برينة ومعط مولانا ولكن بقرار من الهيئة منحت الجائزة للإخوة في معط مولانا فهنيئا لهم ومريئا
ثالثا: جائزة العدو اركيز . فضج الناس ضحكا ! ولكن لم يفت عليهم أن المعني المقصود كان ينصرف إلي الجري وليس إلي العداوة , فأهل اركيز في النهاية هم بحق إخوة لنا وأشقاء من أمهات لنا طاهرات واَباء كرام
رابعا: جائزة المسرح برينة
خامسا: جائزة المعرض برينة
سادسا : وأخيرا كأس الغلبة في الكرة فقاطعته الحناجر المدوية برينة برينة برينة…………وغابت الجماهير في سكرة النصر , أما أنا فكنت في حالة لايدانيها إلا قول القائل يصف حالته:
لي سكرتان وللنُدمان واحدة شيئ خصصت به من دوني ووحدي

ألم أحظ من العلامة سيدي محمد بإبتسامة وربتة منه علي الرأس وقرصة مداعبة محببة في حلمة أذني!

صلاة وسلام علي رسولنا في الأولين والاَخرين ورحمة من الله ورضوان للعلامة سيدي محمد ول اَبه واَخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق