الرئيسيةفتاوي

الميثاق الإجتماعي البريني

الحمد لله والصلاة والسلام على حبيب الله وصفيه من خلقه وعلى آله وصحبه

وبعد فأقول توكلا على الله واعتمادا عليه واعتقادا أنه هو خالق العباد والمتصرف فيهم وباعث اﻷنبياء لهدايتهم وإقامة الحجة عليهم وهو من خص هذه اﻷمة المحمدية بخاتم النبيئين والمرسلين اﻵخذ بحجزنا عن النار والتارك لنا على بيضاء ليلها كنهارها ﻻ يزيغ عنها إﻻ هالك والذي أنزل عليه موﻻنا جل وعلا (فلوﻻ نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم)
.
يا قوم يا من تفضل الله عليه باﻹيمان الذي ﻻ يتم إﻻ بتحكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما شجر بيننا وبعدم الحرج فيما قضى به وبالتسليم لما حكم به تسليما
يا قوم أما آن لكم أن ﻻ تأخذكم في الله لومة ﻻئم وأن تستعيذوا بالله من الشيطان الرجيم وتستعينوا بالله على نبذ اﻷخوة التي يطلب الشيطان عقدها معكم بأن تكونوا من المبذرين
أترضون أن ترضوه والله ورسوله أحق أن ترضوه

بالله يا قوم توكلوا على بارئكم شبابا ونساء وشيبا واتبعوا سنة نبيكم وانبذوا من يروم صدكم عنها من شياطين اﻹنس والجن .

وذلك سهل على من سهله الله عليه وراعى ما راعاه الشرع الحنيف من غير إفراط وﻻ تفريط

فالسنة النبوية كفيلة للمجتمع كله بحقوقه فإنه مما ينجينا بإذن الله غدا في نوازلنا اﻻجتماعية التي من الله علينا بمن يسأل عما يقدم عليه أهلوه فيها ليقيهم نارا وقودها الناس والحجارة أن نعمل بنحو ما ياتي:

أوﻻ: يقع العقد على الصداق المتعارف في البلد وهو 40 ألفا
ثانيا: أن يولم الرجل بوليمة سالمة من التبذير بحسب حاله ومن كل مخالف للشرع الحنيف
ثالثا: أن يقع إعلان النكاح من غير اختلاط وﻻ فعل محرم
رابعا: أن ياتي الرجل ﻷهل المرأة بجهاز ﻻئق بحال الطرفين مع العلم بأنه ﻻ يعني غيرهما وﻻ يلزمهما إعلانه بل هو حرام إن أدى إلى مباهاة
خامسا: أن يدع أهل المرأة الوليمة للخطبة أو للعقد أو التبذير وعطاء الحياء في اتجاه اﻷصهار إرضاء للشيطان
سادسا: أن يتقي الله تعالى الزوج وأصحابه فيدعون التبذير واﻹيذاء للمرضى والكبار بإزعاجهم بما يرونه من إعلان النكاح بل يكون اﻹعلان المطلوب بما يسلم من ذلك
سابعا: أن يحسن الرجل العشرة فيكرم المرأة بكل ما يليق بها مما يقدر عليه ومن ذلك المكارمة المتبادلة بين طرفي اﻷصهار فيما بينهم مما ليس وقته مضيقا وﻻ محددا باﻷيام التي تتطلع الناس فيها لمعرفة ما يجري بينهم فذلك أعون على اﻹخلاص وأبعد من المباهاة المحرمة شرعا المبعدة من رضا الله ورسوله

فهذه بعض المقترحات العملية أردت أن تكون نموذجا ينسج عليه سادات مجتمعنا وفقهاؤه لينهضوا بمجتمعهم النبيل لما يزدادون به رقيا في الدنيا واﻵخرة

ثم تتميما للمطلوب وبيانا لبعض ما أجملته في الكلام السابق
فالحذر الحذر مما يسمى بكدوات وﻻ أدري بحمد الله تحقيق كتابتها
فلا يخفى ما فيها من التبذير وأكل أموال الناس بالباطل لأنها ﻻ تكون عن طيب نفس بل عن حياء وإكراه بالعرف الجاري ومن المباهاة الحرام ومن المكايسة المؤدية ﻷسلفني أسلفك المحرمة إلى غير ذلك
وحذار حذار أيضا من تبذير اﻷموال في كراء السيارات الذي ﻻ يتم تمويلها إﻻ باﻷخذ لما لم تطب به نفس صاحبه ولما تشتمل عليه من المباهاة واﻹضرار بالناس مع تعرض أهلها لهاذم اللذات
فكان اﻷولى بهم أن ﻻ يكونوا على حالة ﻻ يرضون أن تكون خاتمة حياتهم
بل علينا جميعا أن نتعاون على ما يرضي ربنا وﻻ يسوءنا الموت عليه

كما علينا أن نتذكر أن من عمل عملا يرضي الله فتوبع عليه كان له أجر من سن سنة حسنة وأجر من عمل بها
وأن من خالف سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ورضي بعقد اﻷخوة مع الشيطان وتوبع على ذلك فعليه وزر من سن سنة سيئة ووزر من عمل بها
فلينظر المؤمن العاقل أي السنتين الحسنة أو السيئة يختار ويرضى الموت عليها

والله ولي التوفيق أستغفره وأتوب أليه

نسأل الله التوفيق للجميع والفوز بسعادة الدارين وكفاية هميهما

وهنيئا للمسارعين لمرضاة خالقهم والمستبقين للخيرات جعلنا الله منهم بمنه وكرمه

صلى وسلم على حبيبه المصطفى ورسوله المرتضى وعلى آله وصحبه

كتبه محب مجتمعه وراجي أن يتعاون معه على البر والتقوى عرفات ابن فتى عفا الله عنه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق