د. الشيخ الطلبه

جرعة محبة / د. الشيخ الطلبة

المقام مقام حديث عن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد محاكمة المسيء لنفسه يوم أمس، ومحاولة بعض المحامين أو المحرومين تبرئته أو تخفيف عقوبته، لذلك أذكر رجلا آخر على النقيض منه تماما، إنه الأستاذ الدكتور إدريس الفاسي الفهري الرجل الستيني ابن مدينة فاس الذي يذوب شوقا وحبا للجناب النبوي الشريف، يبكي بلوعة وحرقة إذا تفوهت له بأبي القاسم أو نطقت اسم محمد، حين تسأله سؤالا في سيرة الحبيب لا يجيبك إلا بالدموع.
طلب منا مرة إعداد بحث في مجال “علم المصطلح اللساني” كانت المراجع التي سنعتمدها شبه معدومة فجاءت بحوثنا كلها ضعيفة المحتوى.
حين اطلع د. الفاسي الفهري على البحوث رفضها جميعا، وقال: موعدي معكم حصة الأسبوع المقدم، أنجزوا بحوثا رصينة، وأي بحث لا يشمل مادة علمية مكثفة لن ينجح معده.
عكف الجميع ذلك الأسبوع على إعداد البحوث، وبعضهم سافر إلى مكتبة آل سعود في الدار البيضاء بحثا عن المراجع، لكن أحد الطلاب أسر لي أنه لن يعد أي بحث، وقال لي: لا تتعب نفسك.
لم أفهم بالدقة ما يرمي إليه، ولما حان وقت الحصة المشهودة حضر الجميع وأمام كل واحد منهم بحثه الذي أعياه كثيرا، إلا صاحبي ذلك، ولما دخل الدكتور إدريس الفاسي الفهري قال الطالب: شيخنا اليوم يوم الإثنين فيه ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وصامه هل يعني صومه له ذلك تخليدا منه على طريقته لذكرى مولده؟
أطرق الرجل مليا ثم رفع رأسه دامعا، وقال للسائل: تعال يا ولدي، اذهب إلى مقهى الكلية وخذ عدد الطلاب من القهوة على حسابي، وانتهت الحصة وهو يبكي أحيانا ويبتسم أحيانا حبا وفرحا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق