خواطر من طيبة (1) / الأستاذ حمّاد ولد أحمد
خواطر من طيبة
من البوابةالتاسعة عشرة سوف يكون الصعود إلى طائرة الخطوط السعودية المتوجهة إلى المدينة المنورة ، هكذا أعلنت استعلامات مطار دبي الدولي النبأ العظيم، وفي جو ملؤه الفرح والسرور أخذ الكل مكانه ، وطاقم القيادة يضع اللمسات الأخيرة قبل الإقلاع.
لحظات وتحلق الطائرة وسط غيوم سماء الخليج، مرورا بالمنامة ثم نجد، لتأخذ وجهتها الحقيقية نحو مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم، رحلة لا يتجاوز زمنها ساعتين ونصف ، لكنه وقت يمر ببطء على ركاب يحدوهم حادي الشوق ووطء الحنين
أشكال وألوان مختلفة يجمعهم حب نيط بشغاف القلوب… قبل صلاة العصر بقليل كانت جبال طيبة وسفوحها تبدو من الجو والكل متلهف للحظة الوصول.. تكبير وابتهال ودمع ذرف.. مشهد ساد لحظة ملامسة عجلات الرحلة ستمائة وخمسة وستون مطار المدينة الدولي.
إجراءات الدخول لم تكن سلسة هذه المرة ، ورغم توفر كل الوسائل لذلك ، فزحام القادمين من كل فج عميق، ومحاولة الكل الظفر بمداعبة نسيم المدينة قبل الغروب، عوامل أثرت على انسيابية الحركة داخل صالات القادمين، ولكن كل شيء يهون.
على الطريق السريع نحو مدينته صلى الله عليه وسلم مناظر النخيل الجميل والحمام المغرد زهوا، تبعث في النفس شعورا بالأريحية والطمأنينة لم تتعوّدها، أما الإحساس عند ترائي القباب تتوسطها القبة الخضراء، فاعذروني إن لم أجد له وصفاً..أعذروني فأنا في حضرة الشفيع.
يتواصل …
حمّاد ولد أحمد