أحمد أمين اباهصباحيات ذي المجازصباحيات ذي المجاز - صباحيات الاثنين

العدول في لغن / أحمد أمين اباه

العدول في لغن

 

العدول أسلوب من أساليب توصيل الخطاب وله تأثير بالغ على المتلقي، وتقوم نظرية العدول كما وصفها أستاذنا محمد الأمين على أساس أن الباث يؤثر في المتلقي بقدر استغفاله له والاتيان بما لم يخطر له على بال.

وهذا توصيف دقيق، ويمكن أن يضاف إليه أن العدول هو انحِراف الكلام عن نسقه المألوف، مما يثير المتلقي ويحدث لديه نوعا من المفاجأة.

وأستخدم العديد من الأدباء هذا الأسلوب في “لغن”، لكن بطرق وإبداعات مختلفة، وخاصة في الغزل والمدح.

ومن أشهر طرق هذا الأسلوب في لغن -أو من أقربهم إليه- ما يعرف بـ “أخروجو”، وأمثلته كثير وشهيرة ومنها قديما، الكاف الذي استغل صاحبه اشتراك لفظ  “مالحه” لينتقل إلى موضوع آخر.

 

عند أججاي صابحَ = كرب الرجلي واحميرو

 

غير أججاي مالحَ = ظحك عند أسويرو

 

وحديثا نأخذ المثال في طلعة تتحدث عن ذكرى الاستقلال الوطني.

 

نوفمبر من تصريف = اللطيف ابلا كيف

أمن الشهرَ وأرديف = عندي للحرية

فيه أجبرت التعريف = وأجبرت الجنسية

ءفيه امللي بالذات = ابصيفَ مورِيَّ

ج لستقلال، وجات = من كبلَ كوريّ.

 

لكن أسلوب العدول ليس مجرد خروج عن السياق، بل يمكن أن يكون عملية انتقال سلسة من أسلوب إلى أسلوب آخر، مثلا من الخبر إلى الانشاء أو العكس.

 

ذا السلك أمر عجيب = وافكر يالخلاق

واخظ زاد اكرييب = امن احسي اهل إسحاق

 

ويرتبط هذا الأسلوب اربتاطا قويا بالمبدع ويعكس مدى حضوره في النص.

 

يَامسْ صيدْ اغلانَ = ريتُ عند اهلْ امٌَدْ

سولْنِ عن مانَ = ءعنْ مُحمدْ واحمَدْ

ءعَنْ سيدْ احمَدْ وانَ = ماسَولتُ عن حدْ.

 

و يستغل صاحب النص ترقب المتلقي ليفاجئه بما لم يكن يتوقع، وربما قدم خبرا هامشيا تاركا للمتلقي الجواب على السؤال “ماذا بعد؟”.

 

نَـعْــرَفْ مَـــرَّه كَـطَّـيْــتْ  = اعْـــلَ جَـمْـلِـي شَـدَّيْـــتْ

كَـيَّـمْـتْ ابْـتَـاسِـدْبِـيـتْ  =  مِنْ كِيـفْ الشَّمْسْ اجْبَـاتْ

مِنْ عَنْـدْ انْـوَيْشْ ؤُجَيْتْ = الْـمَــغْـــرِبْ لِامْـبَـمْـبَــــاتْ

 

لكن “ابجاوي انويش” يمكن أن يسلك سبيلا آخر

 

ابجاوي ماش من أنويش = الظهر إروح إحواشي

لعويجَ لما راح تيشـ = ــ طيات أهل الخراشي

 

وهنا من المؤكد أن المتلقي سيضع خطاً تحت كلمة “لما راح” فجل معنى الگاف في هذه الكلمة، كما أن المتلقي سيبحث عن ما وراء

عند احسيات = بظ لثنين

لخلق زينات = وامرك زين

فالمؤكد أن عبو ولد شماد لا يتحدث عن حالة الماشية فقط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق