إنها الشاهد.. / الأستاذ حمّاد ولد أحمد
إنها الشاهد..
بعض الأحايين أحاول – جاهدا – التطفل على الرمزية لأعبر عن حب متجذر يسري سير الدم في الوتين، لدواعي وله، نيط بشغاف القلب لبرينة، تلك القرية الخالدة في الوجدان فبها توطدت علائق الهوى كما نيطت تمائم ابن زريق البغدادي بأول أرض لامست جلده ترابها، قد يقول قائل: مهلا أيها الولهان، إن لبرينة محبين كثر لست سوى أحدهم، وتلك مسلمة لا شك فيها، غير أن فرس رهاني سوف تكسب في أي سباق كتب له ان يكون، إن لي مع الصمت – لو علمتم – شجونا، لست مبتدعا كلا ولا أنا بالمتصابي، هناك في الآفاق، أريج فواح، لعلم، صدحت به حناجر علية القوم، وخط سفرا خالدا، في أرجاء ذهني، كلمات ندية عطرة نثرا وشعرا، تحكي قصة نجاح وألق أصبحت مضرب الأمثال، سل الأنجاد والراوبي، فالشواهد مرقونة، والذكر الحسن سارت به الركبان، وعم الآقاصي قبل الدواني، همز الوصل يحظر النحاة نطقه في درج الكلام، لكن فاتهم أنه قصة نجاح لأهلي، مابين صحار وبحار، وراءها دنت القطوف وأينعت، وحاز الكل رفعة وسؤددا، إنها الشاهد، لقد مروا من هنا…
حمّاد ولد أحمد