نساء برينيات / من صفحة الأستاذة صفية فتى
بمناسبة#اليوم_العالمي_للمراة أتمنى لكل بنات حواء مزيدا من التألق والنجاح وأحيلكم أخوتي القراء إلى زاوية نساء_برينيات من أرشيف موقع_برينة_نت أول موقع عربي قروي في موريتانيا:
نساء برينيات
احتضنت برينة عددا غفيرا من العلماء المعروفين الذين ذاع صيتهم في مختلف الأقطار والأمصار ، لكن مالا يعرفه الكثيرون أن هذه البقعة الطاهرة احتضنت عالمات جليلات ومصلحات اجتماعيات واقتصاديات وطبيبات تقليديات ومثقفات ثقافة أصلية وعصرية – كن نبراسا يجب أن تهدي به النساء ليس بهذه المنطقة ولا في هذا البلد فحسب بل كل نساء العالم شرقا وغربا- حفظن القرآن وعملن علي تحفيظه لغيرهن مع مختلف العلوم وتدريسها أنشأن المحاظر النسوية وقدمن مثالا للمرأة المسلمة العارفة بمالها وماعليها ، اشتغلن في الصناعة فأنشأن مشاريع لتصنيع السجاد المحلي ( الزرابي ) واللباس التقليدي ، وأقمن التعاونيات النسوية الناجحة في مجال الصناعة التقليدية مثل فن الزخرفة والحياكة
عملن بجد وجهد كانت النتيجة قرية ( برينة)
من هؤلاء النساء علي سبيل المثال لا الحصر بنات محمد ابن آب وأمة و فاطمة (ماتي) بنات فتي وبنات التجاني وبنات الطلبة وبنات أحمد رمظان وبنات محمد امبارك وبنات محمودي إلخ .. سنحاول ان نترجم لهن على صفحات هذا الموقع.
السيدة العابدة عيش بنت آب
بقلم خديجة بنت فتى طالبة جامعية
بسم الله الرحمن الرحيم
عيش بنت محمد(آب)ابن احمد(آب) بن محمدي(يدي) بن سيدينا سيدة عصرها ولا غرو إذا صلح الأصل صلح الفرع فوالدها محمد(آب) من أجل العارفين وأمها فاطمة (مدي) بنت الولي والعارف الكبير عبد الله (تياه) ابن الحاج اشتهرت بالعلم والعمل وحب الفقراء ومساعدتهم والاهتمام بشؤونهم, وسط هذه البيئة الصالحة نشأت هذه السيدة بين أخوات عالمات عاملات سنترجم لكل واحدة منهن على حدة.
اشتعلت بطلب العلم وحضور دروس ومجالس أهل العلم من أفراد أسترتها العريقة انتقلت من أسرة أهل يدي إلى نظيرتها
من حيث العلم والشرف والعلو أهل الشيخ محمد الحافظ(أهل الطلبة) تحديدا بيت الشيخ المرابط ولد محمد ولد الطلبة خليفة الشيخ محمد الحافظ لتواصل مسيرة العلم والعمل ’اشتهرت بالجود والكرم والعبادة ومكارم الأخلاق ومعرفة الأنساب والقريحة ومما أتذكره منذ وعيت أنها كانت تحرص على أن يتضمن البيت خزانة للصدقة وقد خصصت يوم الاثنين لهذا الغرض حيث على كل بيت من بيوت العائلة والجيران أن يخرجوا صدقة في هذا اليوم لتودع في تلك الخزانة حتى تصل إلى مستحقيها ومن علو أخلاقها رغم شدة ضعفها وتقدمها في السن أناكنا نعرفها على الزوار فترحب بهم أشد ترحيب بغض النظر عن مستواهم الاجتماعي فلا تفرق بين القريب الغريب وكانت قوية الذاكرة وحتى أيام ضعفها وأذكر في هذا الصدد أني كنت معها ذات يوم فدخل شيخ كبير ليسلم عليها فلم أعرفه فأعطيتها اسما مغلوطا ولكنها عندما سمعت صوته ضحكت ونادته باسمه ورحبت به وكان هذا في آخر حياتها رحمها الله . عرفت بحرصها على حفظ القرآن الكريم حتى بعد أن ضعفت ولم تعد صحتها تحمل ففي السنة الأخيرة من عمرها كانت تحفظ أربعة أحزاب يوميا كنا نتناوب علي تحفيظها لها .كانت تهتم بالفقراء وتحبهم ويحبونها ويفدون إليها من كل حدب وصوب.
ولكن لا خلود إلا للواحد الأحد فبعد حياة حافلة أفلت شمس هذه السيدة القدوة وهي ساجدة تؤدي صلاة العصر قبيل الساعة الخامسة يوم الأحد 2005/05/08/ عن عمر يناهز التسعين عاما لم يضع سدى بل مضى في علم وعمل.
وقد قال ابن خالها الأستاذ الأديب محمد الأمين أبن الحاج يرثيها
نودع عيش بيضاء الخصــال وطودا في اجتناب وامتثال
وقرنا من محبة خيرهـــــــاد وبذل في الإله لكل غــــال
( فلو كان النساء كمن فقدنــا لفضلت النساء على الرجال )
جزاها ربنا أزكى جـــــــزاء وبارك في البنين بكل حــال
وإن رحلت بشكل الجسم عنا فليس السرمنها في ارتحـــال
صلاة الله يتبعها ســــــــــلام على الهادى وأصـــحاب وآل —