أدب وثقافةمرئيات

فيض الهيام / شعر سيد محمد النحوي (نص + صوت وصورة)

فيض الهيام / شعر سيد محمد النحوي

رَوِّ الجوانِحَ من راحَ الهوى جَذَلاَ ….. واكسُ الفؤادَ من اَثوابِ الجوى حُلَلاَ
وانثرْ دموعك من فيض الهيامِ ندَىً ….. في قطره لؤلؤُ الأشواقِ مُنهَمِلاَ
وانفث لواعجَ أنفاسِ الحنين شذى ….. من نفحه القدُسُيِ الكون قد ثملا
وعفِّرِ الخدَّ من ترب الصبابةِ في ….. تبرٍ معانقُهُ لا يختشي عَطَلاَ
ووَلِّ وجهكَ شطرَ التيه ذا حوَلٍ ….. عن غيره برباه الدهرَ مبتهلاَ
وادْعُ الحبيب ودندن باسمه طربا ….. لا تبغ بالمصطفى عِدْلا ولا بَدلا
يا سيدي يا ربيعَ القلبِ ربعَ دمي ….. ومهدَ روحي ولحدَ الجسم إن ذبلا
يا مشرقَ العمر يا غربَ الخلودِ ويا ….. بعدَ الفناءِ بقاءً طاب حيث حَلاَ
يا نشوة النشأة الأولى ويا قَمَرًا ….. أهلَّ في شرفات الذات مكتملاَ
يا حمدُ يا كنزُ يا باءً ويا ألِفًا ….. به ابتداءُ وإطلاقُ الشؤونِ جلاَ
يا نبعةَ الكرمِ الذاتي يا مدَدًا ….. منه الوجودُ بسرِّ الآن قد نَهَلا
يا رحمةَ الذات سرَّ الذات يا صفةً ….. يا نائبًا فاعلاً واسمًا لفعلِ عَلاَ
يا سيدي يا منى نفسي وملتحدي ….. وغاي غايي وبيض الهندِ والأسلاَ
يا جَلْوَةَ الخلوة الجلَّى ووردَي يا ….. سبعي المثاني وعلمِي بعْدُ والعملا
يا دلجتى ورواحي سَبْحَ ناشئتي ….. صدَى “ألستُ” نشيدَ “الذرِّ” نايَ “بلَى”
يا تُرْبَ مقربتي، يا دُرَّ متربتي ….. يا نغمَ مَكْرُمَةٍ منهُ الجَدَى حَجَلاَ
يا أحمدَ المجتبى ختمَ الرسالةَ يا ….. تاجَ النبوةِ في نَحْرِ الكمالِ حُلَى
يا بارقا فاض منه الفجر منبلجا ….. قد طاب أَصْلاً وفرعًا في خَلاً ومَلاَ
يا أسمحَ الخلقِ يا أندى الأنامِ يدًا ….. يا سَيْبُ يا خيرَ من أَسْدَى ومن بذلاَ
يا خيرَ مُشْكٍ مُقِيلٍ خيرَ منْ سفرَتْ ….. غُرُّ المَكِارمِ منهُ في مطالِعِ لاَ
يا نورَ كل دُجًى يا رَوْحَ كلِّ صبًا ….. يا شأوَ كلَّ مدًى يا هامَ كلِّ عُلاَ
يا سيدي يا مقامَ الأمنِ هل لك في ….. عانٍ تبوأ من سجنِ الهوى نزُلا
كمْ قد برَتْ ظبةُ الآثامِ مهجتُه ….. وناءَ كاهلُهُ ظلمًا بِما حمَلاَ
كم أخَّرَ الرجلَ عندَ الأمرِ منقلبًا ….. وكم أقامَ مَطِيَّ النهي مرتحِلاَ
كم صدَّ عن حَرَمِ الطاعاتِ ممتنعًا ….. وكمْ مضى في حِمَى العصيانِ ممتثلاَ
وكمْ أضاءَ شهابُ الجهلِ ظلمتَهُ ….. وأسرَجَ العلمُ فيهَ الهونَ والكَسلَا
قد ضاقتِ الأرضُ رحبا والسماءُ به ….. وسِيمَ من كمدٍ ما لو ربا قتلا
وأثخنته جراحُ البين مسبلةً ….. دمَ الحجابِ ندًى مُغْرَوْرِقًا هطِلاَ
يا راحةَ العفوِ عرنينَ النوالِ ويا ….. فجرَ الهباتِ لسؤلِ المجتدي طَفَلاَ
هذا عبيدكَ بالبابِ -الذي فُتِحَتْ ….. أقفالُ فيضكَ من أندائِه- وَجِلاَ
مستوهِلاً، ببساطِ السبقِ منكَ فجدْ ….. بوصلِ سبقٍ به بعدَ البعادِ سلاَ
ومن جنايته كن جنَّةً وشفًا ….. وأطلقِ القيدَ، فُكَّ الأسرَ والكَبَلاَ
ولتكشفِ الحُجْبَ عنه كلَّهَا وأَمِطْ ….. عنه اللثامَ وبَلِّغْهُ المُنَى الأمَلاَ
وافتحْ عليه فتوحًا منكَ عاجلةً ….. تُجْلِي الصدى وتقُرَّ القلبَ والمُقلاَ
وهبْهُ غايةَ ما يصبو وفوْقَ على ….. قدرٍ عظيمٍ، بقدرٍ منك قد كَمُلَا
وعجِّلنْ بلبابِ الفيضِ منكْ هُدى ….. به الوجودُ ل “ياسين” الشهودِ تلا
واخلعْ ردَا الحفظِ والتعميرِ منكَ على ….. غوثِ الورى شيخِنَا وارأبْ به الخطلاَ
واحفظْ رحى سرِّكَ الصنوَ المكين وكنْ ….. للمسلمين ومن والى وِلاً وإِلَى
عليك والآلِ صلَّى الحقُّ في أزلٍ ….. صلاةَ حمدٍ زوَتْ في كُنْهِهَا الأَزَلاَ
رُدَّتْ بها العين جرَّا الوصل مبْصِرَةً ….. وقُدَّ من قُبُلٍ ثوبُ النوى قُبَلاَ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق