ترجمة موجزة عن العالم الجليل محمد بن أنحوي “الراجل” 1389-1404ه
بسم الله الرحمن الرحيم
نسبه وأصوله
هو محمد بن محمذن بن محمدي بن عبد الله بن أنحوى بن جدانا بن المختار بن احمد بن محمد بن سيد احمد بن امغر بن عبد الله بن محمد الزينبي , وقد اشتهر بلقب “الراجل” حتى كاد هذا اللقب يطغى على التسمية الرسمية.
وهو الأخ الأكبر لشيخنا القطب الرباني الشيخ محمد (بضم الدال) النحوي المتوفى يوم 27 محرم 1424هـ رضي الله عنهم جميعا .
أما والده فهو محمذن بن محمدي ( أباه ) الذي كان من أشهر أعلام العلم والورع والزهد والتقى في عصره , وفي ذلك يقول : الشيخ و العلامة محمد فال بن باب العلوي (أباه ) :
إذا كنت تبغي متقن الفقه والنحو
فحث عتاق العيس نحو ابن انحو
فقل لجهول عنك لم يرو حامدا
فارضع أخلاف البطالة واللـــغـــو
ترديت جهلا واكتسبت مآثما
وما ذا علينا إن رضعت ولم تـــــرو
وأمه مريم منت محمد حرمة بن اكتو شن بن السيد العلوي .
وقد أجمع المؤرخون الذين اهتموا بتاريخ القبائل الموريتانية على شرف قبيلة الزينبين ونسبوهم إلى السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب وأمها السيدة فاطمة الزهراء وهي زوج عبد الله بن جعفر الطيار المعروف بالجواد وبهذا تكون هذه القبيلة زينبية جعفرية .
ومن العلماء الذين وردت شهادتهم في هذا المجال :
ـ النسابة البدوي المجلسي ( 1209 هـ ـ 1793 م ) القائل :
من الجعافر الزيانب بنـــو بنت علي زينب قد تفننوا
من ابن عمها القرم عبد الله عدنان ذو الجواد به تباهي
ـ العلامة محمد بن محمد سالم المجلسي :
من حسن ومن حسين زينب بنو النبي انتشروا في المغرب
ولا نعرف قبيلة في المغرب بهذا الاسم غير هذه القبيلة وهناك فروع للقبيلة في موريتانيا اشتهرت بأسماء أخرى .
ـ محمد اليدالي الديماني : ( 1166 هـ ـ 1753 م )
من الجعافر الزيانب الغرر أبناء بنت المصطفى خير مضر
– القاضي محمذن فال بن احمد فال التندغي ( 1310 هـ 1895 )
والزينبيون الكرام الشرفا أبناء فاطمة بنت المصطفى
وقد كانت هذه القبيلة تتمركز على الشريط الواقع في الأنحاء الشرقية من إمارة الترارزة والممتد إلى الأجزاء الغربية من إمارة البراكنة , وتتوفر على أراضي شاسعة في المنطقة المذكورة أغلبها أراضي زراعية , وقد عرفت ازدهارا اقتصاديا وسياسيا وعلميا خلال القرون الماضية , وقد اشتهرت أيضا هذه القبيلة بهيبتها وسلطانها , مما جعل أمراء العرب آنذاك يحسبون لها حسابا , ومن ذلك قصة الأمير اعل شنظورة المعروفة في ذاكرة التاريخ الموريتاني مع “أنحوي” شيخ القبيلة أنذاك .
وقد كانت هيبة هذه القبيلة مفخرة لزوايا المنطقة في ذلك الوقت , وفي ذلك يقول المصلح والمؤرخ العلامة باب بن الشيخ سيدي ( 1324 هـ ـ 1924 م ) : ” يكفي الزوايا من القوة ما كان عليه الزينبيون أيام مشيخة “أنحوي ” .
ونرى كذلك أن المؤرخ الفرنسي” بول مارتي ” قد أورد شهادته في هذا المجال حين تعرض في مذكراته عن بسط الاستعمار الفرنسي نفوذه على منطقة الجنوب الموريتاني أن قائد الحامية الفرنسية في تلك المنطقة أرسل رسالة إلى محمذن بن محمدي
( أباه ) شيخ القبيلة أنذاك طالبا منه الهدنة والتعامل مع الفرنسيين مقابل إغرآت معينة ملوحا باستعمال القوة إن لم يستجيب , فرفض محمذن ذلك الطلب قاطعا الصلة والتعامل مع كل ما يمت للمستعمر بصلة مستعدا للجهاد ضدهم بكل ما أوتي من وسائل إن دعت الضرورة لذلك .
مولده ونشأته
وقد ولد العلامة محمد بن أنحوي ببلدة تنوغيمل شرقي قرية معطى مولانا الحالية بولاية الترازة سنة 1304 هـ 1888 م
وقد نشأ نشأة زكية محفوفا بعناية أبويه , وخاصة والده الذي كان يحرس على تنشئة ابنه البكر نشأة علمية مميزة , فباشر تدريسه بنفسه وهو لا يزال في ريعان صباه , فحفظ على يده القرآن الكريم , ودرس عليه نظم ابن عاشر و الأجرومية وملحة الإعراب والشعراء الستة و قد كان ذلك قبل البلوغ , ولما بلغ سن الرشد أوفده للتعليم المحظري خارج البيت فتردد على كافة المحاظر الموجودة في المنطقة فتخصص في كل التخصصات ولم يترك فنا من الفنون المعروفة في زمنه إلا وطرق باب العلماء الذين اشتهروا بتلقينه وأخذه عنهم .
حياته العلمية
كانت المحطة الأولى في الرحلة العلمية الطويلة : محظرة العالم احمدو ولد محمدن ولد آلا البوحسني فدرس عليه المؤلف المعروف “بالدريدية ” نسبة إلى احمد بن دريد , قبل أن ينتقل إلى محظرة الشيخ أحمد بن أحمد الفالي البوحسني حيث بدأ عليه دراسة مختصر خليل وأكمل عنده الطهارة والصلاة منه وعاد إلى محظرة العلامة الشيخ محمد الأمين بن بدي ” حميين ” العلوي وهو شيخه في التصوف وعليه أكمل
” السفر” من المختصر , ثم توجه إلى محظرة يحظيه (اباه) بن عبد الودود وأكمل دراسة المختصر , وقرأ عليه الربعين الأولين من ألفية أبن مالك , وغادر هذه الأخيرة متجها إلى محظرة العلامة الشيخ معي ودرس عليه وعلى ابنه احمد من بعده بقية ألفية ابن مالك .
وعاد من جديد إلى يحظيه بن عبد الودود ودرس عليه طرة ابن بون والكافية , وخرج بعد ذلك باحثا عن علم البيان فنزل عند محظرة أبناء محنض باب : حامد وبارك الله ,وأخذ عنهما البيان ودرس عليه حامد طرة ابن بون وتوجه بعد ذلك إلى محمد فال بن محمذن ابن احمد بن العاقل ” ببها ” علما وعمق على يده معارفه في البيان ودرس عليه المنطق , وكانت المحطة الأخيرة في هذه الجولة بين مناهل العلم هي محظرة العلامة محمدن بن المحبوبي واستكمل فيها دراسة البيان,وبذلك يكون بلغ درجة الإتقان في العلوم المعروفة في عصره .
والملاحظ يجد أن العلامة محمد بن انحوي تردد بين ما يناهز عشرة محاظر في مناطق متعددة ومتباعدة , وكان حريا به أن يختار واحدة منها ليكمل تعليمه المحظري فيها, شأن جميع طلاب محاظر عصره , إلا أنه كان ينتهج المنهج التخصصي في انتقاء العلوم , ونحن نعرف أن المحاظر الموريتانية كانت قد عرفت شيئما هذه الظاهرة , فكانت تعرف كل واحدة منها بعلم معين تتخصص فيه وفي تدريسه طبعا إلى جانب العلوم الأخرى , فكان محمد بن انحوي لا يأخذ علما إلا من منبعه المتخصص , وهذا هو السر في كثرة التردد بين هذه المحاظر فكنا نراه الشيخ والطالب في آن واحد كما وقع مع محظرة أبناء محنض باب,و هذا مظهر آخر من علو الهمة والجد والاجتهاد فكان لا يبالي بعناء ومشقة الأسفار وصعوبة العيش أثناء طلبه للعلم .
بعد هذه الرحلة الطويلة الميمونة عاد إلى حيه و ألقى عصى التسيار, وانتصب للتدريس والإفتاء فكان المدرس الموهوب والمفتي المحقق وتأسست حوله محظرة ضمت طلابا أصبحوا فيما بعد علماء ومشايخ و قضاة عصرهم , ونذكر شهادة لنموذجية هذه المحظرة من شيخه العلامة الشيخ محمد الأمين بن بدي”حميين” ـ وهو من هو في العلم والصلاح والتقى والورع ـ أنه جاءه يوما أقوام من أحد أحياء القبائل المجاورة يريدون الدراسة فأمر أحد الحاضرين من تلامذته في المجلس أن يدلهم على بيت محمد بن انحوي معلقا على ذلك قائلا :” ذلك هو بيت تدريس اللوح البراني ( الأجنبي) عندنا “, وكان المجتمع الموريتاني لاسيما الزوايا منه تعطي عناية خاصة )للأجنبي( وتلتزم الكثير من الحذر بشأن معاملته وهذا ما جعل الشيخ
” حميين “يختار من تسند إليه مهمة جسيمة كهذه .
مكانته الاجتماعية
هذا عن مكانته العلمية و أما صيته ومجده ونخوته وكرمه ومكانته الاجتماعية فحدث ولا حرج فقد بلغوا أعلى القمم فكان همزة وصل بين مجتمعه وباقي مجتمعات المنطقة , وقد ظهر ذلك جليا من خلال ديوانه الشعري المطبوع والمحقق والذي ضم أغلب أغراض الشعر المتناولة , إلا أن الدارس له يمكنه القول أنه غلبت عليه أغراض ثلاثة :
ـ المديح وخصوصا مديح النبي صلى الله عليه وسلم
ـ الرثاء
ـ الإخوانيات ,والمراسلات ,وهذه الأخيرة هي مربط الفرس في الموضوع حيث جاءت تنبأ عن شبكة واسعة ومتشعبة من العلاقات بينه وبين علماء ووجهاء عصره ورجال سياسته من شتى القبائل وشتى المناطق فنراه في السياسة شاهد عصره فنجد قصائد تخاطب المجاهد الكبير النائب احمد بن حرمة وأخرى تخاطب الرئيس السابق المختار بن داداه , ومن العلماء و الوجهاء نجد قصائد تخاطب العلامة صاحب المكانة المتميزة باب بن الشيخ سيدي وابنه عبد الله وكذلك أخرى تخاطب الزعيم محمد بون بن محمد سيد احمد الدماني,
كما تطالعنا قصائد أخرى بينه وبين جل علماء عصره : أمثال القاضي محمد عبد الرحمن بن السالك ” النح ” والعلامة محمد عالي بن فتى ” باباه ” والشيخ محمد المشري بن الحاج والعلامة احمد محمود بن محمد الكبير ,وكذالك العالمة العارفة بالله السيدة صفية بنت منت أباه (فف ) علما , فقد كانت تتبادل معه الأشعار,وغير هؤلاء من علماء القبائل المجاورة من الحسنيين والجكنيين , مما جاء الديوان مليئا بالمراجعات والمشاعرات معهم .
وبما أن الموضوع ليس موضوع دراسة للديوان فإننا سنقتصر على نماذج من الأغراض المتقدمة الذكر على سبيل المثال لا الحصر .
ـ في المديح للنبي صلى الله عليه وسلم:عند المواجهة الشريفة :
عميد القلب طوق من نواري غراما ما لصولته مــــــــوار
فباتت تستبيك بمقلتيهــــا ووجه كالنضير من النضــــار
وكشح والذراع وجيد ريـــم وصدر ما يعطل غيــر عــــار
ألا قل للعذول على هواهــا فما تدر العذار من العـــــذار
ودارا قد عهدت بها نـوارا أحب الدور عندي من دكــار
أيا ركب الأحبة سلموا لـي على الحيين ثم على نـــــوار
فقالت مالمزار فقلت إنـــي لأحــــمد في المزار وفي القـرار
فقلت لها المزار به كفيــل إذا مـــا لله رد إلى الديـــــار
ألا إني بأحمد ذو اشتياق فلا ريب لــــدي ولا أمـــاري
فتى عدنان فخر بني معد شفيع الناس مذ حشروا عواري
إلخ
ـ في المراسلات والإخوانيات
راد على رسالة من حبيبه وصديقه القاضي محمد عالي بن فتى
سلام بالتزايد مــــن بعــاد
على بدرين مقتسمي فؤادي
سلام قد تعطر من شــــذاه
جميع القطر ملتحفا بجــاد
سليل الشيخ يقصده سلامي
بن أعمر ذو الرشاد إلى الرشاد
أثني بالجواد أخي المعالي
محمد عال حسبي من جواد
إلخ
ـ في الرثاء : قال في رثاء العلامة محمد عبد الرحمن بن الحاج
حل الحمام فصاد الندب من عدلا
عما سوى المجد لما فوقه اعتدلا
من للسيادة من بعد الهمام إذا
ما عز مطلبها و استعذر الفضــلا
من للمكارم أنواع منوعــــــة
فـلا تحص بذاك العــلم والعملا
حلو الجوار فلا شيء يدنسه إلا السخاء وثبت أن يرى جبلا
أخلاقه ومآثره
وقد اشتهر كما أسلفنا بالأنفة والكرم ومساعدة الضعفاء والمحتاجين و إغاثة الملهوفين , وإكرام الضيوف , الذين قلما يخلو منهم بيته,فبيته ما بين ضيف قادم وآخر مودع على اختلاف مقاصدهم ومراميهم ,فهذا له غرض مادي وذاك يستفتي في نازلة شرعية وذاك يريد فصل نزاع قضائي.
وعرف من شدة كرمه بأن رأسه لا يعرف الاستمالة إلا إلى الأمام حسب وصف بعض القبائل الموريتانية .
كما عرف أيضا بالغيرة على الصيت والسمعة, وخصوصا على سمعة وصيت أخواله العلويين وقد جرت له مشاهد متعددة في هذا الموضوع في حياته جعلته ينفي علوية من لا يرى في مسلكياته وتصرفاته أنه أهلا للانتساب إليهم حسب مفهومه, وإن كان ينتسب عرقيا حقيقة لهم , ومن ذلك نفهم أن الانتماء للعلوية سلوكا وفكرا عنده قبل أن يكون عرقيا .
عبادته
لقد كان محمد بن أنحوي نموذجا للعابد التقي الورع الزاهد . فقد كان لسانه رطبا دائما بتلاوة كتاب الله يتلوه آناء الليل وأطراف النهار بين تهجد وتلاوة وكان المسجد بيته الأول, فكان يبيت ليله فيه راكعا وساجدا منتحبا من خشية الله ,ولا يبرحه إلا بعد طلوع الشمس على مضض, بعد إباحة النفل وبعد أن يصلى صلاة الضحى , وكان لا يتكلم قبل طلوع الشمس , ومن شدة ملازمته للمسجد أنه أصبح ذات يوم بالحي ضيف وجاء إلى المسجد لأداء صلاة الصبح وبعد انقضاء الصلاة تفرق الناس إلى بيوتهم وبقى الضيف مع محمد , فلما لم يذهب محمد ظن الضيف أن محمدا ضيفا مثله فجلس بجانيه وطلب منه أن يتعاون معه لإعداد الشاي فذكر الضيف أنه بحوزته مادة السكر وعليك أنت الباقي , فابتسم محمد كعادته , وأشار إليه أن ينتظر وبعد إباحة النفل صلى محمد نفله وأمسك بيد الضيف قائلا سأريحك إن شاء الله من هذا كله, وذهب به إلى البيت لاستضافته.
وهناك ثوابت في حياته في هذا المجال , فإناء الوضوء عنده مقدس حفاظا منه وحرصا على الطهارة و لا بد أن يكون دائما ممتلئا بالماء مهما كانت الظروف وهذا شيء في غاية الصعوبة نظرا لطبيعة المنطقة الصحراوية وشح موارد المياه فيها وما يجد الناس من مشقة وعنت في جلبها, وقد شهد من لازمه طيلة حياته, يوم وفاته بأنه لم يره يوما متيمما إلا مرتين : واحدتها يوم كان يعاني من مرض عضال في الوجه , والأخرى يوم فقدت المياه في المنطقة ,و لم تبق بالحي أية قطرة ماء .
ومن الثوابت عنده أيضا أنه كان يحرص دائما على إبقاء الحطب في المسجد في فصل الشتاء ليتمكن المصلون من الإستسخان آخر الليل لتأدية صلاة الفجر , فالمساجد في عهده كانت عبارة عن عريش مسيج بالأشجار , لا غطاء به ولا وطاء , فكان هم محمد بن أنحوي هو توفير ظروف ملائمة لتأدية الصلاة في بيت الله وخدمة عباد الله المصلين , حسب الظروف المتاحة.
ويروي من لازمه أغلب حياته عنه الكثير من الكرامات التي لو سقناها في هذا الباب لربما تسرب إلى القارئ عدم التصديق بها لذلك لن أوردها وإن كان من المسلم به عند الجميع أن الكرامات مبنية على التصديق , ولا تخضع إلى العقل والمنطق وخصوصا إذا ما تعلقت بعباد الله الصالحين , لذلك سأحتفظ بها لنفسي تصديقا وتبركا .
وفاته
وقد ظل محمد بن انحوي يجمع بين العلم والأدب والإباء ونبل الأخلاق وسموها طيلة حياته إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى سنة 1389 هـ الموافق 1969 م عن عمر مليء بالأخذ والعطاء العلمي والعمل والتقى والورع والعبادة ,ناهز الواحدة والثمانين سنة, تاركا خمسة أبناء وبنتا واحدة . رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب .
مراثيه
وبعد وفاته تتابعت وفود المعزين على أسرته من شتى أنحاء البلاد , ومن مختلف القبائل حاملة معها قصائد رثاء كثيرة للفقيد مما شكل ديوانا مستقلا من رثائه جديرا أن يجد من ينفض عنه غبار النسيان بين رفوف المكتبات والمخطوطات الموريتانية, وإن كان البعض من هذه القصائد قد رأى النور ضمن تحقيقات لأغراض الرثاء عند بعض الشعراء الذين رثوا الفقيد إلا أن الأغلبية من هذه القصائد ما تزال تراوح مكانها و تنتظر من يريها النور ويتبعها لزميلاتها , وهذه أسماء بعض هؤلاء الشعراء , وسنورد بعدها مقاطع من بعض هذه القصائد كنماذج لهذه المراثي :
العلامة محمد عالي بن فتى (باباه) العلوي
العلامة الشيخ محمد المشري بن الحاج العلوي
العلامة محمد المختار بن الداه (عباد) العلوي
العلامة احمدو بن اسند الجكني
العلامة محمد بن الخرشي الألفغي
العلامة بد بن انجيه الجكني
العلامة احمد بن إبراهيم البوحسني
العلامة الخليل بن أبي الجكني
ابن أخيه االشيخ الخليل النحوي
نماذج المراثي
قال محمد المختار بن الداه ( عباد )
قدم الوجود لحاكم الحكام منع البقاء لعالم الأجســــــام
ما هذه الدنيا بدار لذاذة بعد الرسول الهاشمي السامي
دعها وزخرفها ولا تعبأ بهــا تظفر بأوب عاجل وســـــلام
أ فبعد سيدنا الرسول المصطفى يرجى الخلود وحسن طول مقام
فمنامه فيه العزاء لذي النهى من سيد ومحدث وإمــــــــــام
الراجل العلم المعين على الرثاء بـأدق مـن معـنى أبـي تــمــام
إلخ
قال العلامة سيدي محمد المشري :
صروف الدهر تفجع بالمصاب دواهي في الذهاب وفي الإياب
فدمع العين يندب بانسكاب ونار الحـزن تسعـر بالـتهاب
ويعظم بالمصاب وليس يلفـى على أهل المصيبة من عتــاب
ولكن في الرسول لنا عــــزاء وفي آل الرسول وفي الصحـاب
فلا تبعد محمدنا النــحوي ونحوك في المقام وفي الذهـاب
هـمـام عـالـم ورع ســخـي ومن خوف الإله أخو انتحاب
إلخ
قال العلامة الخليل بن أبي الجكني :
بكت مقل الآداب كالفقه والنحو
على العيلم الفياض في السكر والصحو
فقال لسان الحال ذا أن مثلــه
إذا ما مضى يوما إلى الله لا يأوي
لقد جل رزء المسلمين بمثلـــه
وجل علينا كالقبيل الذي يـــؤوي
فتى شب محمودا وشب محمدا
وعاش حميد السعي في العمد والسهو
فتى كان زاد الركب أين توجهوا
وللـمعـتـفي زادا وللبائـس المقـــوي
فتى لم تلهه النفس كلا و لا الهوى
ولم تلهه الدنيا ولم يغوه المغـــــوي
إلخ
ــــــــــــ
اعتمدت في إعداد هذه الترجمة على رسالة تخرجي في جمع وتحقيق ديوان الوالد الراجل من المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية تحت إشراف الدكتور جمال بن الحسن رحمه الله , وكذلك على بعض المخطوطات والمصادر الشفوية والحكايات المتداولة عن والدنا محمد لكن المرجع الرئيس في كل ذلك وللأمانة, إنما هو والدتي السيدة مريم ابنة صاحب الترجمة وهي مطلعة بشكل واسع على سيرته وتحفظ جميع أشعاره وأشعار غيره من الفصيح والعامي فجزاها الله عني خير الجزاء وحفظها لنا في صحة وعافية إنه سميع مجيب . آمين .
ومن أبرز من درس على محمد النحوي من العلويين الشيخ محمد الشري ولد الحاج
ومحمد المختار ولد اباه و أحمدو ولد المرابط و
أحمد بدى ولد محمد مبارك ومحمد عبد الرحيم
ولد الشيخان وعبدو ولد أحمد ومحمدو ولد المختار السالم وأحمدو ولد المجتبى ومحمد عبد الله ولد محم وأحمد بدى ولد الحاج وغيرهم الكثير من القبائل الأخرى رحم الله محمد أنحوى وجزاه خيرا عن مجتمعه
بقلم : محمدي ولد أحمد