أدب وثقافةالأستاذ محمد بن بتار بن الطلبة

مشاعرة بين الأديبين محمد ولد بتار والسيد ول أحمدو

في طريق رملي دهس اعتاد الركب أن يسلكه في سيارة يحيى المباركة محتميا بمهارة السائق ” المتوضئ ” وخبرته بتلع الأرض ونجادها من أفاعيل الحفر الكامنة والعقبات المفاجئة، قدر لنا أن نحظى بقيادة سائق السعادة أستاذنا محمد بتار الذي أسلمنا له نفوسنا فيما يقارب ثلاث عشرة كيلومترا أريدت منها إراحة سيدي يحيى الذي لا يجد الراحة إلا في خدمة الركب، ولا غرو فهو سيد من سادات ( القوم ) ..

كانت سياقة أستاذنا العالم الشاعر فوق ما نتوقع لا شك ولكن ….

كان كاتب هذه السطور في المقعد الأمامي مرتكبا بذلك التقدم بين أيدي الشيوخ فرارا من زحمة المقاعد الخلفية نظرا لآلام يعاني منها في الركبة .. وبسياقة الشيخ استفاد أن الأدب هو ملاك الأمر وأنه لا يغني حذر من قدر .. وكل ما يجود به الشيوخ خير، فكانت المشاعرة :

السيد :
طوينا بحمد الله في حفظه دربا ،،، على عشرة الأميال أو نحوها أربى .
قطعناه وثبا، في ذمام محمد ،،، وما كان يحيى قبل يقطعه وثبا .

محمد :
سلكت سبيل الأولين به ركبا ،،، أجنبه وعث المسالك والنكبا .
وما حدثت في سائر السير وثبة ،،، ولكنها الأحداث تستحسن الوثبا .

السيد :
أتيتم بشعر دونه العرب العربا ،،، مقصرة شرقا، ومقصرة غربا .
وإن لكم في كل شأو وغاية ،،، من المكرمات الصدر، والرفع، والنصبا .
ولكنما سوق المراكب مجحف ،،، بمن لم يكن عهد التصابي به صبا ..

محمد :
عهدتك تحيي الود سيدنا الندبا ،،، وتحسن فرض النصح في الوقت والندبا.
ولكنني أنكرته منك بعدما ،،، قطعت إلى بعض المرام بكم دربا.
ولست أرى إغماضكم في سياقتي ،،، سوى (غبطة) معهودة من ذوي القربى.

السيد :
بكم شيخنا عما ظننتم بنا نربا ،،، سياقتكم _ لا غرو _ أسعدت الركبا .
ولا غرو إن كنتم مع السفر زاده ،،، ولا غرو إن كنتم به للرحى قطبا .
ولكن في غير السياقة غبطتي ،،، لكم، فافتحوا صدرا لناقدها رحبا .

محمد :
أحين استحالت دلوها بيدي غربا ،،، وطبق شرق الأرض سيري والغربا ..!!
تبصر لعل الوثب في المقعد الذي ،،، علوت، وقد ضجت مناكبه غضبى .
عسى أن ترى منك الإمامة فوقه ،،، أمام شيوخ القوم محمودة العقبى .

السيد :
إذا أم مألوم بركبته الركبا ،،، فذاك إمام جانبت نفسه العجبا .
وإن يك في وثب المقاعد غضبة ،،، عليه وتشنيع، فللعاتب العتبى .
ولكن فما بال المقاعد خلفه ،،، تعاطت بها الهام التناطح والضربا ..??

محمد :
علوت ذوي الآداب في عصرنا كعبا ،،، ولم تلق إذ ترقى بها مرتقى صعبا .
وصرت ترى من خلفك الركب، تقتري ،،، به سفن البر المحاني والكثبا .
على من يرى من خلفه وأمامه ،،، صلاة تعم الأهل والآل والصحبا .

بقلم : الأديب السيد ولد احمدو ولد الطلبه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق