أحمد أمين اباهصباحيات ذي المجازصباحيات ذي المجاز - صباحيات الاثنين

الاختصار في لغن / أحمد أمين اباه

الاختصار في لغن

 

قال الاديب المختار ولد دادا

مَعْنَ ما جابُ يكلع بوه = أكويف أربع تيفلواتن

من لبتيت، الله لا جابوه = ذوك أطلع تمبسرلاتن

 

ست تفلواتن هذا هو الحد الأدنى للطلعة، وبإمكان طلعة من هذا الشكل أن تقدم من المعاني ما لا تقدمه طلعة من عشرات التفلواتن.

و ظاهرة الاختصار تكاد تكون نادرة، لارتباط هذه الظاهرة بالتمكن والقدرة على الاقتضاب والتلميح والاختصار والاضمار.

ومن رواد هذه الظاهرة، رواد السهل الممتنع، من أمثال امحمد ولد أحمد يوره وسيديا ول هدار وغيرهم.

امحمد ولد أحمد يوره لديه نصوص عديدة من هذا النوع، فمثلا قدم في منلوج داخلي من ست تفلواتن من لبتيت صورة شعرية رائعة تعبر عن صراع وجداني مع “العكل”.

 

يالعكل اتْفاكِــي عادْ امْعـاكْ = مَـافَـوْكُ سـبَّ للهــــلاكْ

تمْـشِ بِــيَّ لَيـنْ ابْلَعْكَاكْ = والعارفْ وال تَحَنّيـــتْ

واتْــوخَّظْ راصَـكْ عَاكبْ ذَاكْ = يَعَكلِي منْ تحت التُّوظِيتْ

 

والتوظيت: هي ركائز واعمدة توضع على الدابة لكي يحمل فوقها المتاع أثناء الرحيل، ولا تترك هذه الأعمدة عادة مجالا لالتفات الدابة، لكن الدابة قد تثور –في لحظة معينة- وتفلت رأسها من تحت هذه الأعمدة، وتسقط ما عليها من متاع.

 

هذه الثورة حاول الأديب التهرب منها أكثر من مرة

 

كنت انظن انّ كان ابعدت= منِّك نكَرَ هاك ء نثبت

وانحـل الراص ءلا خلكَت = مانلل يان ما حليت

الـراص ءمانلل مافت = زاد اثبت ءلا فت اكَريت

 

أسلوب بلاغي بديع استخدمه هذا الأديب في هذه الأشطر الستة، فنلاحظ الطباق السلبي بين “كنت انظن” و “لاخلكت مانلل” وبين  “نكر، ونثبت، وانحل الراص” مع “ما فت اكريت، ومافت اثبت، وما حليت الراص”.

 

من نفس المدرسة يقول أحمدو بمب ولد ألمين

 

يامس تدليت اكتاب = اعزيز ذيك اعذاب

اتركب خرب افباب = خيمتهم تركابُ

هو حالت تركاب = لخراب اعل بابُ

 

يقول الأديب والناقد الرجاله ولد الميداح إن الصورة اكتملت عند المتلقي بعد قوله “… اتركب خرب افباب خيمتهم”، لكن الأديب تجاوز مرحلة الصورة السطحية إلى ما هو أعمق “هو حالت تركاب لخراب اعل باب”.

 

ومن مدارس قوة السبك واتقان المعنى، مدرسة اهل هدار، ومن اكثرهم استخداما للاختصار سيديا ولد هدار، فقد استطاع هذا الأديب في طلعة واحدة أن يقابل ستة مواضع مع  ستة مواضع أخرى في مقارنة قدم لها تقديما موجزا ومشحونا بالمعاني في نفس الوقت، حيث يقول:

 

يَلاَّلِ مَبْـــعَدْ بَعْدْ الْخَيــرْ = وَانَ مَا ذَاكْ الِّ نخْــــتَيــرْ

الْفُجْ أُ لحْــدَيْـبْ أُ لكْوَيرْ = والدَّوَاسْ أُ فَصْكْ أُ لمْـدنْ

منْ بَرْيَلْ والزّيــرَ وانْتـَيرْ  = وانْپيُــــــوهْ أُ بِيــرَتْ وابْـدنْ

 

وفي نفس الشكل لكن بأسلوب آخر

لصبت ﺃﺭﺥَ ﻣﻦ ﺣﺪ ﺍﻓﻄﻮﻝ = العهد اللي ﻟﻲ ﮔﺎﻃﻊ ﻣﻮﻝ

ﻣﺮﻳﺎﻩ ﺃﻧﮕﻮﻝ ﺃﻥْ ﺫﺍﻙ ﺍﻧﺠﻮﻝ = ﺅ ﻫﺎﺫﻱ ﺧﺎﻱَ ﻏﻴﺮ ﺍﺭْﺧﺎﻱَ

ﻣﺎﺻﺒﺘﻮ ﮔﺎﻉ ﺇﻟﻴﻦ ﺍﻧﮕﻮﻝ = ﺫﺍﻙ ﺍﻧﺠﻮﻝ ﺅ ﻫﺎﺫﻱ ﺧﺎﻱَ

 

لكن مرارة الحنين قد تكون أشد إذا اقترنت بالحرمان

 

نعرف عن هاذ بعد ظار = أفيه الفوگان منلعار

عودان اليوخظ حدمار = من گد الخيرإجيها

وراع فيه فالنْهار  = ماگد الخير إجيها

 

ورغم ان هذا النص يحمل العديد من المعاني، كما يتضمن جناسا تاما بديعا إلا أن بعض الكلمات التي قد تبدو عابرة تستوقفك أحيانا، فكلمة “فالنهار” (جهارا نهارا) هنا ليست زائدة وليست لمجرد الوزن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق