الأستاذ السيد أحمدو الطلبةصباحيات ذي المجازصباحيات ذي المجاز - صباحيات الخميس

عتبات الكرام / ذ. السيد أحمدو الطلبة

ما بين الملهوف وبين أبواب الفرج إلا أن يحط رحله عند بعض العتبات في هذه الدنيا، فتنقلب عنه النوائب بخيلها ورجلها كسيرا سهمها كليلا ظفرها ..

 

قبل قرون بعيدة أحسن عرابة الأوسي إلى الشماخ، فخلد ذكره إلى يومنا هذا :

إذا بلغتني وحططت رحلي

عرابة، فاشرقي بدم الوتين .

 

إذا ما راية رفعت لمجد

تلقاها عرابة باليمين

 

وإن كان لعرابة من جميل الذكر ما هو أبلغ من ذلك …

 

وأحسن محمد الأمين ابن الرشيد إلى أبي نواس فقرب مجلسه ورواه من بنت الكرم، واختصر له الطريق بمنادمته فترك له ذكرا خالدا، كان الثمن فيه أغلى من المثمون لا يستحق الممدوح معشاره :

وإذا الركاب بنا بلغن محمدا

فظهورهن على الرحال حرام .

 

قربننا من خير من وطئ الثرى

فلها علينا حرمة وذمام .

 

وعند باب أبي دلف العجلي أمن أبو تمام من غوائل الفقر ونوائب الدهر، فقال قولا لم تمحه الأيام :

إذا العيس وافت بي أبا دلف فقد

تقطع ما بيني وبين النوائب .

 

هنالك تلقى المجد حيث تقطعت

نوائبه، والمجد مرخى الذوائب .

 

واعتاد أحد الشعراء المغمورين اللجأ من شدائد الأيام إلى حمى بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاص، فأبقى له لسان صدق في الآخرين :

وكيف أرهب دهرا أو أراع به

وقد زكأت إلى بشر بن مروان .

 

فنعم مزكأ من ضاقت مذاهبه

ونعم من هو في سر وإعلان .

 

وفي العصور القريبة، وعند باب السلطان الفاضل مولاي عبد الرحمن في المغرب استفتح شاعر العلويين محمدو ولد محمدي أبواب اليسر بين يدي سفر شاق وطويل، فسطر للسلطان على سجل ذاكرة الأيام مدحا منقطع النظير في الجودة :

إذا حططنا بأرض الغرب أرحلنا

راح الرجاء علينا طارد الياس .

 

إني كفيل بنيل السؤل لي ولكم

إما بمراكش المحروس أو فاس .

 

أمامنا في كلا المصرين نورهما

إمامنا المستماح المطعم الكاسي .

 

خليفة المصطفى، وهو ابن بضعته

ثوبا من المجد لم يعلق بأدناس .

 

ولعل نظائر هذه الأبواب كثير، وهذا ما حضرني الآن منها ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق