لغة الشعر في لغن / أحمد أمين اباه
لغة الشعر في لغن
للشعر لغة خاصة وهي العلامة الدالة على كونه شعرا، فليس كل الكلام صالحا لينتمي إلى الشعر، لأن لغة الشعر تعلو عادة على لغة الخطاب العادي بل قد تكون على نقيضها تماما، فلغة الشغر لغة إيحاء وليست لغة إيضاح.
وقد انتبه “شعراء الحسانية” إلى هذا الاختلاف، فخصصوا استعمالات للشعر فأصبح لكل غرض قاموسه الخاص، كما أن هناك كلمات خاصة بلغن ونادرا ما تستعمل في الخطاب العادي مثل: “العكل.. البال… الحزم… الخ”..
ألاَّ يَـ امْبُنُّ كلْ انْهَـارْ = = منْ حَزْمكْ نصْفَارْ أُ نخْظَارْ
إِبَانْ امَّــلِّ حَزْمْ الدَّارْ = = كَيَّارْ احْزِيمْ امْتَنْ مـــنُّ
رَاعِ ذَ منّكْ منْ لَخْبَـارْ = = يَـ امْبُنُّ مَا كنْتْ انْظــنُّ
وارْخِ زَادْ انْتَ يَـ كَيَّارْ = = كَافِ منْ لحْزِيمْ امْبُـــنُّ
كما أن للرثاء لغته الخاصة
أمش محمد يوم الحد = ذاك الواعد متحصلّو
يلالي مثقل مشيت حد = ما يكدر ش يغلگ بلّو
ومنه كاف واد الكصري
صدرايتْ رَكسْ أهل الحاجاتْ = = الْ كان انغرستْ ما تنسلْ
گالُ عنه طاحتْ ووفات = = غير احمدت العالِ لكملْ
ما طاحتْ صدرايَ خلاّت = = اجدره وورگه والظلْ
وللمدح لغته كذلك
نشهدْ واشهادِ ما ينگالْ = = ش فيه.. اعل جيهتْ تعدالْ
الناس، ؤنعرفْ زاد أحوالْ = = الناسْ، ؤسدّارْ، ؤمُلسنْ،
وامجرّبْ لقوالْ ؤلفعالْ، = = ؤلانِ زاد اسغيرْ فالسنْ…
عن متعدلْ ول المختالـْ = = للحسن ملايْ الحسنْ.
وتتميز لغة الشعر انها تحمل أكثر من معنى، فيرى أغلب النقاد أن الاستعمال الشعري للكلمات إنما هو تكثير لمعانيها بوضعها في حقول دلالية جديدة.
على سبيل المثال يقول إبراهيم ول اكليب
طرحت تكماطيــــــن = ءطرحت علب احمد دينْ
موسم فالبال امـتينْ = وانولكِ واعلابُ
شتَّ فيهم مسكينْ = البال اعل بابُ
ءغرسُ فيه الليعاتْ = ءزهزاوهْ فاترابُ
هادُ هومَ طرحـــاتْ = مولانَ واعلابُ
ومثل استخدام محمد ولد آدبه لكلمتي “أصديك وامتيمش” في “طلعته” المشهورة
فيكْ ٱصْدِيگ إلى شفتْ ٱطرِيگْ = لِمراحلْ وٱرْگبْتْ ٱمْن ٱظِّيگْ
ٱلْ لِفْريگ ؤطَيتْ اطَّوْلِيگْ = فَمْ افْلِمْتَيْمَشْ تِتنَيْمَشْ
شَوفتْ لِمْتَـــــــيْمَشْ فيك ٱصْدِيگْ = يَلْعَگلْ ؤهِيَّ لِمْتَيْمَشْ
وٱمْتَيْمَشْ شَوْفتْ زادْ ٱفرِيگْ = ٱصديگْ ٱفسهْوِتْ لِمْتَيْمَشْ
ويتفاضل الشعراء في اختيار الألفاظ لكن يقول الجرجاني: إن “الألفاظ نفسها لا تتفاضل من حيث هي ألفاظ مجردة، ولا من حيث هي كلمة مفردة. بل تثبت لها الفضيلة وخلافها في ملاءمة معنى اللفظة لمعنى التي تليها أو ما أشبه ذلك مما لا تعلق له بصريح اللفظ ومما يشهد لذلك أنك تري الكلمة تروقك وتؤنسك في موضع، ثم تراها بعينها تثقل عليك وتوحشك في موضع اخر”.
وقد يكون اللفظ من لغة أجنبية ويستحسنه المتلقي:
منْ لــزْمِ فــ التّلْيَاعْ = = نُوگفْ وافْـ ظِيگْ الْبَاعْ
انْبَـــلاَجْ ابْـ لَصْبَاعْ = = نحْسبْ عـــتْ انْبَاكُ
أُ ذِيكْ الْگَسْيَ واكْـرَاعْ = = أَهلْ نَاصـحْ ذَاكُ
أُ ذَ لحْسَيْ آنَ گَـــاعْ = = امَّــالِ “خَمْــنَاكُ”.