الأستاذ السيد أحمدو الطلبةصباحيات ذي المجازصباحيات ذي المجاز - صباحيات الخميس

عقائد العشاق / ذ. السيد أحمدو الطلبة

عقائد العشاق واهية الدعائم، ما هو إلا أن يتنفس لها علوي النسائم فتتداعى هاوية …

 

بعضهم يعتقد أن النساك الذين ألقوا على الدنيا وعلى مفاتنها العفاء لو وقع في خروت مسامعهم حديث محبوبته لعبدوها :

رهبان مدين والذين عهدتهم

يبكون من حذر العذاب قعودا .

 

لو يسمعون كما سمعت حديثها

خروا لعزة ركعا وسجودا .

 

الله يعلم لو أردت زيادة

في حب عزة ما وجدت مزيدا .

 

وبعضهم يتمنى الحشر والدار الآخرة بما في ذلك من أهوال، أملا منه أن يلقى هناك عفراءه التي سدت عليه السبل دون لقاءها في الدار الأولى :

وإني لأهوى الحشر إذ قيل إنني

وعفراء يوم الحشر ملتقيان .

 

وبعضهم يجعل محبوبته قبلة صلاته :

أراني إذا صليت يممت نحوها

بوجهي، وإن كان المصلى ورائيا .

 

ويعترف بغياب حالة الخشوع عن قلبه :

أصلي فما أدري إذا ما ذكرتها

أثنتين صليت الضحى أم ثمانيا .

 

وبعضهم يستهين بشعيرة الحج بسبب غياب محبوبته عن الموسم :

عوجي علينا ربة الهودج / إنك إلا تفعلي تحرجي .

نمكث حولا كاملا كله / لا نلتقي إلا على منهج .

في الحج إن حجت،وما ذا منى /  وأهله إن هي لم تحجج ..

 

وبعضهم يجعل الوقوف على محبوبته من شرط كمال الحج :

تمام الحج أن تقف المطايا

على خرقاء واضعة اللثام .

 

وبعضهم يتبرك بالآثار وقد غاب عن عيون أصحاب الطيلسان من “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” :

خليلي هذا ربع عزة، فاعقلا

قلوصيكما، ثم انزلا حيث حلت .

 

ومسا ترابا كان قد مس جلدها

وبيتا وظلا حيث باتت وظلت .

 

ولا تيأسا أن يمحو الله عنكما

ذنوبا إذا صليتما حيث صلت .

 

وخيرهم من يعتذر عن نفسه بعد صدور الموهمات :

أ”ماملين” يا إدهاش عقلي

وإيماني بمن خلق الجمالا

 

أيعبد قومك الأبقار جهلا

ولو عبدوك قد كان احتمالا

 

ولم أشرك وحاش الله ربي

وما قلبي عن الإيمان مالا

 

ولكن إن يكن شرك، فأولى

بوجهك أن يكون لهم ضلالا ..!

 

ولا شك أن هذا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا …

 

يحكى أن أفضل التابعين سعيد ابن المسيب الذي مكث أربعين عاما ما ريء إلا بين بيته والمسجد، التقى بابن سريج المغني عرضا في الشارع فأخذ سعيد يعظه ويبالغ في ذلك، فقال له : اسمع مني فإن سمعت ما تكره كففت عنك …

فغنى له بيتين :

إن الذين غدوا بلبك غادروا

وشلا بعينك ما يزال معينا .

 

غيضن من عبراتهن، وقلن لي

ماذا لقيت من الهوى ولقينا ?

 

فسقط سعيد مغشيا عليه وحمل إلى بيته، وحلف ذلك اليوم لا يفتي في حلال ولا حرام .. وكان كلما سئل عن شيء يقول “غيضن من عبراتهن” ..

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق