الأستاذ محمد بن بتار بن الطلبةدروس الصوم

الصوم (الدرس 1) – منظومة معين السالك على حفظ أقرب المسالك / محمد بتار الطلبة

يصوم حتما رمضان من حضرْ
من طاهر مكلف إذا قدرْ

إن شعبانُ استكمل الليالي
كرؤية العدلين للهلال

أو مستفيضةٍ وعدلٌ راءِ
يوجِبُ صومَ غيرِ ذي اعتناء

وإن لِعدلين بدا واحتجبا
بعد ثلاثين بصحو كُذِّبا

ملخص الدرس اﻷول

الصوم لغة: مطلق اﻹمساك ومنه اﻵية: (إني نذرت للرحمن صوما) أي إمساكا عن الكﻻم.

واصطﻻحا: الكف عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية مبيتة من الليل أو مقارنة لطلوع الفجر

وهو واجب بالكتاب والسنة واﻹجماع وقد فرض في السنة الثانية للهجرة لليلتين خلتا من شعبان

شروط وجوب الصوم خمسة:

أوﻻ: الحضور بمعنى اﻹقامة التي تقطع حكم السفر فﻻ يجب الصوم على المسافر سفر قصر وإن كان الصوم أفضل له لقوله تعالى ( وأن تصوموا خير لكم)

ثانيا: الطهر من الحيض والنفاس دون اﻻستحاضة فﻻ أثر لها ويحرم على الحائض والنفساء وﻻ يصح منهما

ثالثا: العقل فﻻ يجب على مجنون وسياتي إن شاء الله تعالى تفصيل الحكم في قضائه

رابعا: البلوغ فﻻ يجب على صبي بل ﻻ يؤمر بالصوم -وإن كان يؤمر بالصلاة   لمشقة الصوم  بخﻻفها بل قال بعضهم يكره صوم الصبيان

خامسا: القدرة فﻻ يجب الصوم على عاجز عنه كالمريض ومنه المرضع التي يضر الصيام بولدها ومن العجز اﻹكراه على الفطر

إنما يجب صيام رمضان بتحقق دخوله

وإنما يتحقق دخوله باستكمال شعبان ثﻻثين يوما أو بشهادة عدلين على رؤية هﻻل رمضان ولو عند غير قاض أو بشهادة جماعة  مستفيضة على رؤيته ﻻ على سماعها برؤيته وبشرط أن تكون عند القاضي ليستفسرها فيتحقق صدقها وهي جماعة يستحيل تواطؤها على الكذب عادة وﻻ تشترط فيها الذكورة وﻻ العدالة

وكذا بشهادة عدل واحد على الرؤية في خصوص بلد ﻻ يعتني الناس فيه بالبحث عن رؤية الهﻻل فيجب عليه وعليهم جميعا الصوم برؤيته

أما بلد يبحث فيه الناس عن رؤية الهﻻل فﻻ يجب الصوم فيه برؤية العدل الواحد إﻻ على نفس الرائي فﻻ يجب برؤيته  صوم أهله معه على اﻷرجح خﻻف ما مشى عليه خليل

لكن إذا ثبت رمضان برؤية عدلين ثم لم ير الناس هﻻل شوال بعد تمام ثﻻثين يوما والسماء مصحية حكم بكذبهما وأصبح الناس صياما وﻻ تقبل شهادة نفس العدلين برؤية هﻻل شوال تلك الليلة ﻻتهامهما على ترويج شهادتهما

تنبيه:  قد تنزل مسألة وهي أن يصوم شخص رمضان في السعودية يوم السبت وﻻ يصوم أهل موريتانيا إﻻ يوم اﻷحد ثم يكون هذا الشخص في الليلة اﻷخيرة من رمضان في موريتانيا فإنه إذا كانت هي ليلة التاسع والعشرين فﻻ إشكال في فطره مع أهل موريتانيا

وأما إن كانت ليلة الثﻻثين فذلك محل اﻹشكال لأن رمضان ﻻ يزيد على ثﻻثين يوما وقد صامها وﻷن هذا اليوم من رمضان في هذا البلد فلو أفطر فيه ﻻتهم بانتهاك حرمة الشهر

فكان التحقيق بعد البحث أنه يفطر سرا فبذلك يكون صام ثﻻثين يوما فقط من غير تعريض نفسه للتهمة باﻻنتهاك لحرمة رمضان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق