الأستاذ محمد بن بتار بن الطلبةدروس الصوم

الدرس 7 : مندوبات الصوم- 3

صوم الثماني قبل يوم عرفه

وصوم يومه لغير الوقَفَهْ

 

وصوم عاشورا وتاسوعا وما

قبلهما واستكمِل المحرما

 

وصوم شهري شعبان ورجب

والنصف من شعْبان أيضا مستحب

 

وصوم الاثنين الخميس وصم

ثلاثة من كل شهر تغنمِ

 

ملخص الدرس السابع من الصوم:

هنالك أزمنة يندب الصيام فيها وقد يتأكد فمنها:

  1. صيام التسع من ذي الحجة فقد ورد في هذه اﻷيام فضل كبير لما في أبي داود (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه اﻷيام) يعني أيام العشر من ذي الحجة

حتى فضلها بعضهم على رمضان والتحقيق أن عموم هذا الحديث مخصص برمضان

وآكد هذه اﻷيام يوم عرفة وهو اليوم التاسع منها فيتدب صومه لغير الواقفين بعرفة وقد ورد أنه يكفر سنة قبله وسنة بعده ويكره للواقفين ﻷن صومه يضعفهم عن الحج ولذلك لم يصمه صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع

ثم المعتبر في يوم عرفة في كل بلد رؤية أهله وﻻ ارتباط له برؤية الحرمين وﻻ بوقوف أهل عرفة فقد يكون الوقوف عندهم يوم الاثنين والتاسع عندنا يوم الثﻻثاء فالمندوب لنا صوم الثﻻثاء وإن وافق يوم العيد عندهم ﻷنا إنما نخاطب برؤيتنا

ويلي يوم عرفة في تأكد الصوم يوم التروية لغير الحاج ﻷنه يضعفه وقد ورد أنه يكفر سنة

وأما اﻷيام التي قبلهما فقيل: تعدل شهرا وقيل: سنة

  1. شهر المحرم كله لحديث مسلم: (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم) وآكده يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر منه عندنا وهو التاسع عند الشافعية أخذا من أظماء اﻹبل فالثالث منها يسمى ربعا والرابع يسمى خمسا ولذلك قال ابن رشد: إن من أراد أن يتحرى فليصم اليومين. وفي حديث مسلم: (صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)

وقد ورد أن صوم عاشوراء كان واجبا لحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومونه فسألهم فقالوا ذلك يوم نجى الله فيه موسى من الغرق فصامه وأمر بصومه وقال: نحن أحق منكم بموسى)

ويليه تاسوعاء ﻷنه صلى الله عليه وسلم قال: (لئن بقيت إلى قابل ﻷصومن التاسع)

  1. شهر شعبان لقول عائشة رضي الله عنها كما في الصحيحين: (ما رايت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إﻻ رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان)

ويتأكد النصف من شعبان لمن أراد اﻻقتصار على يوم منه فقد زاده ابن يونس في اﻷيام الفاضلة المرغب في صومها

  1. شهر رجب وإن لم يثبت في خصوصه شيء إﻻ أنه من جملة اﻷشهر التي ورد فيها حديث: (صم من الحرم واترك) وذكر الحطاب أنه يتأكد اليوم السابع والعشرون منه فقد قيل: إنه يوم بعثة النبي صلى الله عليه وسلم
  2. يوما اﻻثنين والخميس لحديث أبي داود أنه تعرض فيهما اﻷعمال على الله

ولما في النسائي أنه قال صلى الله عليه وسلم (فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم)

وقد ورد في خصوص يوم اﻻثنين لما سئل عن صومه: (ذلك يوم ولدت فيه ويوم بعثت أو أنزل علي فيه)

6. ثﻻثة أيام من كل شهر ﻷنه ورد أن من صامها فكأنما صام الدهر وذلك ﻷن الحسنة بعشر أمثالها فكل يوم بمنزلة عشرة أيام وكل ثﻻثة أيام بمنزلة شهر فمن صامها من كل شهر فكأنما صام الدهر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق