من أحاديث النبلاء / السيد أحمدو الطلبة
تروي مراجع الأدب أن عبد الله ابن طاهر أمير خراسان الذي اشتهر بالنبل والجود كان يقرب أباالقاسم عبيد ابن سلام ويصطفيه نديما، فطلب منه أبو دلف العجلي أحد السادة الأجواد أن يعيره إياه مدة فبعثه إليه فأقام معه شهرين، فلما أراد الرجوع أهداه مالا فقال له: أنا في جنبة رجل لا يحوجني لأحد …
في عبد الله ابن طاهر يقول عوف ابن محلم:
عسى جود عبد الله أن يعكس النوى
فتمسي عصا التسيار وهي طريح .
وكان يفد عليه كل عام فيجزل صلته حتى وفد عليه آخر مرة وشكى له الضعف والعجز في هذه القصيدة التي أولها:
أفي كل عام غربة ونزوح
أما للنوى من ونية فيريح .
فقال له: لا ترجع لنا بعد اليوم، وصلتك تاتيك حيث كنت ..
وفي أبي دلف يقول أبو تمام:
إذا العيس وافت بي أبا دلف فقد
تقطع ما بيني وبين النوائب .
هنالك تلقى الجود حيث تقطعت
تمائمه، والمجد مرخى الذوائب .
وفيه يقول علي ابن جبلة:
إنما الدنيا أبو دلف
بين باديه ومحتضره .
فإذا ولى أبو دلف
ولت الدنيا على أثره .
ولقد ولى أبو دلف منذ ثلاثة عشر قرنا، وهاهي الدنيا وما بها من باس …