من أدبيات المذياع / ذ. السيد أحمدو الطلبة
نعم الجليس الإذاعه / فما ألذ طباعه
أنباء كل مكان / تاتيك في كل ساعه
وإن أردت سكوتا / يقول سمعا وطاعه .
يبدو أن سيدنا محمد المختار ولد اباه اتخذ من المذياع جليسا ظريفا لا تقذى به العينان، ولم يتعجب كثيرا من تلك الظاهرة التي كانت آية كبرى بالنسبة لمجتمع بدوي يتتبع أذناب الإبل ومواقع القطر، وليس عنده من الأخبار إلا ما يروح به الرعاة من أحاديث الضوال:
إذا روحوها حدثوا عن غريبها // تذاكر طلاب العلوم الشواردا .
فهذا روى عمن رآها تواترا // وهذا روى عمن رآها مفاردا .
من طريف وجيد ما قال الشناقطة في التعجب من المذياع أيام حلوله ضيفا على خيمهم وبيوتهم الوبرية قول الشيخ محمد الإمام ابن الشيخ ماء العينين :
هل غادر المذياع من عجب ? فقد // أغناك عن كلف البريد الواني .
ياتيك بالأخبار ساعتها، فلا // تحتاج قصد شوارع البلدان .
فإذا صغيت فكل شخص حاضر // وإذا نطقت حللت كل مكان .
ما شئت من فن بمختلف اللغا // إن شئت تسمع محكم القرآن .
أو شئت من خطب وشعر رائق // يسبي القلوب بمطرب القرآن .
وانظر لصنع الكهرباء، فإنه // من لطف صنع الله في الأكوان .
إذ سهلت كل الصعاب، وأوهمت // أن المحال بحيز الإمكان .