خاطرة / ذ. السيد أحمدو الطلبة
شَكّاركْ ماهو منشطنْ @ گِمتْ امّونك شَكّاركْ
كاف شَكّاركْ زاد مِنْ @ شِكركْ لا شدْ اخبارك .
ابتكر على ما أظن صاحب هذا “الگاف” في حلبة من حلبات المعاني حامية الوطيس …
قديما تفنن الشعراء في مدح أرباب نعمتهم وأبدوا وأعادوا في ذلك ..
فادعوا أن شمائل الممدوح تملي عليهم مدحه فيكتبون:
وأخلاق كافور إذا شئت مدحه / وإن لم أشأ تملي علي فأكتب .
سئل أحد كبار أدباء المنطقة عن سبب البون الذي يوجد بين بعض شعره وبين البعض الآخر، فقال: تارة تملي علي القريحة، وتارة أملي عليها وشتان بين ذا وذاك ..
ورأى بعضهم أن لسان الحال أبلغ من لسانه:
أقول لركب قافلين لقيتهم / قفا ذات أوشال ومولاك قارب .
قفوا خبروني عن سليمان، إنني / لمعروفه من أهل ودان طالب .
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله / ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب .
وبعضهم اعتبر أن شعره لم يكن إلا سلكا نظمت فيه لآلئ متناثرة من شمائل ممدوحه:
صادفت درا من صفاتك مثمنا / فأعرته مني صفات منضد .
وقد أغرق البحتري في مدحه للمعتز ابن المتوكل في قصيدته التي استهلالها:
لك عهد لدي غير مضاع / بات شوقي طوعا له ونزاعي .
وهوى كلما جرى منه دمع / أيس العاذلون من إقلاعي .
وذلك حين يقول:
شجو حساده وغيظ عداه / أن يرى مبصر ويسمع واع ..
فقد قصد البحتري أن ليس في الدنيا ما يرى ويسمع غير محاسن المعتز، فليس لحاسده إلا أن يشرق بريقه على أي حال …
ما أحسن أن تجيد من غير أن تبعد النجعة !