بنات القبائل / ذ. السيد أحمدو الطلبة
نسبة صائدات القلوب إلى قبائلهن من غير تصريح بأسمائهن متنفس يلجأ إليه من لا تطاوعه نفسه لإفشاء سره، في حين لا يجد في الإبهام الموغل والتعمية المفرطة راحة لنفسه ولا سلوة لقلبه …
أقدم ما اطلعت عليه من هذا الأسلوب قول امرئ القيس:
كنانية بانت، وفي الصدر ودها / مجاورة غسان والحي يعمرا .
وكذلك في العصر الجاهلي قول علقمة:
وما أنت أم ما ذكرها ربعية
يخط لها من ثرمداء قليب .
وقول أبي صخر الهذلي:
أبى القلب إلا حبها عامرية
لها كنية عمرو وليس عمرو .
تكاد يدي تندى إذا ما لمستها
وينبت في أطرافها الورق الخضر .
وقول أبي تمام:
إحدى بنات الحارث بن مناه
بين الكثيب الفرد والأمواه .
ألقي النصيف فأنت خاذلة المها
أمنية الخالي، ولهو اللاهي .
ولأبي تمام في هذه القصيدة توبة فريدة في الحسن والبعد من الإخلاص:
دعني أقم أود الشباب بذكرها
إن السفاه بها لغير سفاه .
فإذا انقضت أيام تشييع الصبا
أظهرت توبة ناسك أواه .
ومنه قول الشاعر الطائي:
بنفسي ظباء من ربيعة عامر .. رقاق الثنايا مشرفات الحقائب .
ألا حبذا لولا الحياء، وربما .. منحت الهوى من ليس بالمتقارب .
ومنه لأحدهم:
هاجت علي ديار الحي أحزانا .. واستقبلوا من نوى الجيران قربانا .
تامت فؤادك لو يحزنك ما صنعت .. إحدى نساء بني ذهل بن شيبانا .
ونجد هذا الأسلوب حاضرا في شعر الشناقطة، يحضرني منه قول العلامة حرمة ابن عبد الجليل:
لقد عادني ما خلته غير عائدي / بساسية الأنساب من حي عائد .
ضنا من هواها واصلي، وهي لم تعد / ولا بد للموصول من عود عائد .
وقول سيدي عبد الله ولد رازگة:
لم تخطنا إذ رمتنا / آرام آل بلال .
أتراب حي لقاح / عرندس ذي طلال .
لله يوم شهدنا / وغاه غير عجال .
ذوو العمائم فيه / أسرى ذوات الحجال .
وقول ابن السالم :
يا عبد إن فتاة من بني حسن
صادت فؤاد أخيكم أي مصطاد .
ما ذاك إلا وأني قد مررت بها
شرقي لمغاس رواه الحيا الغادي .
فزودتني غراما ليس ينقصه
إدماني الدهر إنشائي وإنشادي .
وقول محمد عبد الله ولد ففا:
زارتك زائرة من جانب العقل / وأنت بالجانب الغربي من بلل .
فقلت يا ذي ارجعي للعقل سالمة / في ذي المواطن لا تلفى بنات علي ….
