لبتيت / أحمد أمين اباه
لبتيت
صنف البحاثة الدكتور يحيى ولد البراء الشّعر الحساني ثلاثة تصنيفات، صنف “لبتيت” ويبدأ من عندِ “البت الأول” (و إن كان إفتراضيا نوعاً ما) حتى “البت الحادي عشر” الذي هوّ : “المصارع” . و الصنف الثّاني : “بتوت لحراش” و “بير أگلال”، و”بير تطرات” و “تگادرين” ألخ…و الصنف الثالث : أنوع “البت لكبير” :”السرّوزي”، الرسم، “الواگدي”، و”تگسري” و “نگادس” الح..
لكن من أشهر هذه البحور (لبتوتة) لبتيت التام (8 متحركات لا يفصل بينها أكثر من ساكن واحد)، ويكاد يكون أغلب الإنتاج الشعري الحساني في هذا البت.
وارتبط الأدباء بهذا البت ارتباطا وثيقا ووصل إلى مرحلة بعيدة في نفوسهم، يقول سيدي محمد ولد الكصري:
نبغي نجبر حد ألْ لبتيتْ== يتقــن لبتيـت إلاخليتْ
فيدُ لَبْتَيتْ انعودْ انجيـتْ == من حقو درتو فيدْ أمِيـنْ
بِيَ غَـارشْ عني ضرَّيتْ== بيه إلا درتو بيـن أيْديـــنْ
الماهْ أميـن اعليه ابتيتْ == البظَـانْ أَلِي ماه زين
وان شبـتْ أُولْ أدمْ شابْ==ضررْ لبتيت اعليه امتـيـنْ
واتْركتو عمّلتْ ارتكـاب ==افلمرْ اخفْ الضَّرريـــــنْ
وذهب أحمد سالم ولد ببوط أبعد من ذلك، فهو فهذه الطلعة يخشى على لبتيت حتى من رواته:
نختير انكول ؤلاه كول **طلع من لبتيت المسبول
فيه ذاك انختير انكول**كامل غير أل ماكديت
خايف يحيكيه عند الهول **هذا من حكايت لبتيت
إل ماتعرف حكايت **لبتيت اخلعن وابكيت
نعرف عن في غايت **كولان اطليعه من لبتيت
فلسفة لبتيت تشبه عند بعض الشعراء فلسفة الطلل وارتباط الديار بساكنها، فاسبوع إحياك زهد ولد آدب في “ارجِ وِادوجـن والرشـيـد” تماما كما زهد في لبتيت لذات السبب:
ازهـدت افلبتيـت أُغزيـت=انِّ زاد ازهـدت افلبتـيـت
مال لعـد ابلحبـاب اتليـت=ازهدت افلحبـاب امنـراك
وامن اعدك مالتهيت أُريـت=من تقلاب الدهـر أُلفـلاك
ياسـر وافطـنِّ ماشكّيـت=مــراك انِّ لاهِ ننـسـاك
جدبـك ريـظ عنـدِ تميـت=واهلك واربيعك ذوك أُمـاك
امنين ارخـاوك مارتخيـت=عنـدِ تميـت الا بـغـلاك.. الخ
هذا الشعر العجيب – حسب ولد البراء- تطوّر من شكلٍ نثرٍي مع إيقاعٍ ضعيف إلى شكلٍ شعري معه إيقاع قوي، وذلك مع مجالس الموسيقى، لكن موسيقى لبتيت ظلت متميزة رغم بعض الاختلافات في هذه الموسيقى نتيجية لتموضع الساكنات وحروف المد بين المتحركات.
وحكى لي مرة الأديب محمد ولد هدار أن امحمد ولد هدار الكبير أنشد مرة طلعة من لبتيت في مجلس فقال له أحد الحضور إن هذه الطلة “بارد وزنها” فأجابه قائلا: “لبتيت ليانَ إلى ابغيت انبردو وإلى ابغيت انحميّه”.
وكان البعض يتحاشى الموسيقى ذات الإيقاع القوي في لغن تهربا من “اتهيدين” الذي هو من اختصاص فئات معينة.
وكان لبتيت موضوع سجالات عديدة، أذكر هنا كافين من اكطاع لأديبين شابين، حيث يقول التاه ول أبته
ان لبتيت ؤفيها خير — طبيت أصلا فل ظنيت
إعل كول والا نختير — بتي لعليه أصلا طبيت
بكين ولد المبروك
تعرف عنك ماه تشناع — لعت إل مافت انسيت
بداع افلبتيت ؤبداع — يالتاه افش ماه لبتيت.