تراجم

مما كتب في رثاء الشيخ محمد سعيد (الداه) بن الطلبة رحمه الله

الشيخ الطلبة :

في رثاء المغفور له بحول الله الالعم محمد سعيد (الداه) بن الطلبه، وتتضمن هذه المرثية شهادة من الشيخ العلامة اباه ولد عبد الله للمرحوم الداه، وهي من باب (اذكروا محاسن موتاكم) وتمثلت تلك الشهادة في العبارات التالية:
– التعزية حق لكن التعزية في الداه خاصة ويعزى فيه المسجد ومجالس الذكر والطاعة
– الداه ظاهره كباطنه وباطنه كظاهره، علانيته كسره وسره كعلانيته
– الداه له قلب سليم لو يباع لاشتريته بما ملكت اليمين
– هذه دار الحق ولا يقال فيها إلا الحق (يقصد المقبرة)

لفقدك إن العين حزنا لتدمع
يقينا وإن القلب حقا ليخشع
لفقدك محزونون ملء عوالم
من الألم العاتي وبالحكم نقنع
وليس سوى ما يرتضي الله قولنا
فإن قضاء الله أجدى وأنفع
يحدث عنك الأكرمون شهادة
وقد وجبت حيث الشهادة ترفع
بأنك ذو قلب سليم وإنه
ليرخص فيه الملك يؤتى ويدفع
ويشرى بما تحوي اليمين لو انه
يباع، وما قال الأجلاء يقنع
وباطنك الأبهى النقي كظاهر
فليس لغل صوب قلبك مطمع
وإن كان برا أن يعزى أكارم
ففي حقك الأمر المؤكد أرفع
لجأنا إلى الغوث المنيع أذلة
نطأطىء هامات وللأمر نخضع
ونرفع سعيا بالضراعة كلنا
أكُــفــًّا لــــرب يستجــــيب ويسمـــع
ونهرع للرحمن لا ربَّ غيره
فمن غيرُه يُعطي اقتدارا ويمنع؟
ليمنحك الرضوانَ محضَ تفضل
وفيك غدًا خيرُ الخلائق يشفع
وبورك في ذاك العيال عسى الذي
تفرق في الأسلاف فيهم يُجمَّع

الدكتور محمد عبد الرحمن عثمان:

..ويفقد العتيق بقريتي أحد أول القادمين إليه سحرا وأصيلا وما بينهما..
ويفقد المجتمع ركيزة أخرى من ركائز تأسيسه على البر والتقوى والتعاون عليهما،رجلا سيأتى الله بقلب سليم عامر بالإيمان وحب الخير للناس، أحسبه كذلك ولا أزكي على الله أحدا..
اللهم إن محمد سعيد (الداه) بن الطلبة في ذمتك وحبل جوارك، فَقِهِ من فتنة القبر وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، اللهم اغفر له وارحمه، فإنك أنت الغفور الرحيم..
اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله ووسع مدخله، واغسله بماء وثلج وبَرَد، ونَقِّهِ من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله، وزوجاً خيراً من زوجه، وقِهِ فتنة القبر وعذاب النار..
اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده.
اللهم بارك في خلفه..
وصلِّ اللَّهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه.

الاستاذ محمذن عمر ولد محمد سعيد ول اجريفين

في رثاء الوالد الداه ولد الطلبه رحمة الله عليه الذي شهد له العلامة اباه ولد عبد الله ولد اباه بالخير وأثنى عليه كثيرا حفظه الله :
يلكان اللي زين الدين ؤزين الفعل ؤكلت ش شين
والعلم ؤالاخلاق الزينين واليقين أملي بالله
يسلك بيهم حد امحقين عن يسلك بيهم بعد الداه
ول الطلبه ذاك الثمين لكبير افمعناه ؤمزاه 
يعطيه الرحمه بالتمكين وإبارك فالخل مراه

والداه أمال صال ؤجال فالستره هذا شاهدناه
واشبه فيه الاهي ينكال ألا ذاك اللي كال اباه

 

الخليل الطلبة

الحزن يقلق والتجمل يردع * والدمع بينهما عصي طيع
يتنازعان دموع عين مسهد * هذا يجيء بها وهذا يرجع
صبحني النعي فجر الأربعاء وأيام الحزن طوال طوال
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له * هوى له أحد وانهد ثهلان
أن فاضت إلى باريها الروح الطيبة الطاهرة روح السعيد محمد سعيد ولد محمد الحافظ ولد محمد الأمين ولد الشيخ أحمدو ولد الشيخ محمد الحافظ ولد المختار الحبيب
ذا المقام السامي الراضي المرضي العارف وأحد خلفاء عبد الحضرة الإلهية سيدي الشيخان من آب –رضي الله عنه- ، كان -عليه رحمة الله – خيرا صينا تقيا نزيها متين الدين قوي اليقين سالكا مسالك أهل الفضل والتحقيق من آباء تسنموا في الحق كل متسنم فكان لهم بمنزلة المصلي (يقال لحق أو كاد) ، سليل دوحة المجد والشرف آل الشيخ محمد الحافظ
أولئك عمار المساجد والتقى * وإحياء ما أحيا الرسول وما سنا
وصوام أيام المصيف على الظما * وقيام ليل القر حين الدجى جنا
كان -رحمة الله عليه- من المذكورين بالله ، ظاهره كباطنه لا يخشى في الحق ما رآه حقا لومة لائم ، رحيما شفيقا لا يكن ضغينة لأحد بشوشا حسن الأخلاق كريمها صادق اللهجة يمازح ويقول حقا، من السادة الملامتية الذين شأنهم ستر المقامات وترك الكرامات ولا يهتمون بخرق العوائد والإخبار بالكشوف
حكم نسجت ببيد ثم انتسجت بيد المنتسج
عاش في الله ولله وبالله حياة طيبة هنية أليف المساجد وركنا في حلقات الذكر راتعا في رياض جنة أكلها دائم وظلها ، ساعيا في الحق والمعروف
قضى الحياة ونصر الحق ديدنه * لا ينثني رغبا عنه ولا رهبا
سارت جنازته والعلم في جزع * والفضل يندبه في من ندبا
مضى إلى جوار ربه العفو الكريم وإنا لا نرضى به بدلا ، وحسبنا ان يقيم بين ظهرانينا قرة عين ومسمع ،ولو أمكننا فداؤه بذلنا غاليا ونفيسا ولم ندخر مما ملكت اليمين قطميرا ولا راد لقضاء الله ، لكنه عارية متعنا بها ما شاء الكريم المنعم ولا بد من يوم ترد الودائع
أسكان بطن الأرض لو يقبل الفدى * فديتم وأعطينا بكم ساكني الظهر
فياليت من فيها عليها وليت من * عليها ثوى فيها مقيما إلى الحشر
فما الجزع فيما لا بد منه وما الطمع فيما لا يفيد ، ولو أن رجلا ترك التعزية لدونيته وعيه لكنته ، ولكن الله قضى أن الذِّكرى تنفع المؤمنين على أن في التعزية للمعزي والمعزى كليهما تبريدا للغلة، وإطفاءا للوعة، وتسكينا للزفرة، وتنفيسا للكربة.
وإن المصاب في مثل الداه -رحمة الله عليه من منيب أواه- مصاب بحجم أمة ، تعزى فيه ليال قائمات ،وأنهر صائمات ، ومسابح مسبحات، ودعوات صالحات ، ومسجد عمره ،وأقوام شتى نالوا من بركات دعائه ، وأهل وقبيل وأتباع بإحسان
ومن كان مثل الداه ما حالنا معه إلا إحدى الحسنيين : أن يبقى معنا ممتعين به في سرور وعافية قرة عين ومسمع
ما هو إلا سراج نستضيء به * وكل يوم لنا من فضله عيد
وكان في كل ما قد رام يصحبه*** من المهيمن توفيق وتسديد
أو يختاره الله إلى جواره فنحتسبه عنده رجاء آجل الثواب ونصبره فيكون لنا مدخرا وما أعظم الأجر فيه ، والأجر على قدر المصاب والمصاب في مثله جلل
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر * فليس لعين لم يفض مازها عذر

فالناس كالعين إن نقدتهم * تفاوتت عند نقدك القيم
ومن الرجال معالم ومجاهل ** ومن النجوم غوامض ودراري
ولا عُقْبَى أفْضَلُ من خِلافة الله على أوليائه فلنقبل من الله أفضلَ العطية، ولنصبر له على الرزيّة ، ولا نعظم على الله فإنا قوم نُطيع الله فيما نُحب، ونَحْمَدُه على ما نَكره.
لا تكره المكروه عند نزوله … إنَّ العواقبَ لم تزل متباينة
كم من يدٍ لا يُستقلُّ بشكرها … لله في ظل المكاره كامنة
اصبر لكلِّ مُصيبةٍ وتجلّدِ … واعلمْ بأن المرءَ غيرُ مُخلَّدِ
وإذا ذكرتَ محمداً ومصابَه … فاذكرْ مصابَك بالنبي محمدِ
وقال تعالى: ” الذِين إذا أصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إنّا للّه وَإنّا إلَيْهِ رَاجِعُون أولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهمْ وَرَحْمَةٌ وأولئِكَ المُهُتَدُون ” .
والتَهْنِئَة بآجل الثَوَاب أوجبُ من التَّعزية على عاجل المُصيبة وإن في الله عزاءً من كل مصيبة، وعوضاً من كل مرزئة، ودركاً من كل فائت، وخلفاً من كل هالك. فبالله فلنثق وإياه فلنرج .
والموتُ سبيل الماضِين والغابرين، ومورِد الخَلاَئق أجْمعين، وفي أَنبياء الله وسالفِ أوليائه أفضلُ العِبْرة، وأحْسن الأسوة، فهل أحد منهم إلا وقد أخذ من فجائع الدُّنيا بأَجْزل العطاء وهب الله لنا من عِصْمة الصَّبر ما يُكمل لنا به زُلْفي الفائزين، ومزيد الشاكرين، وجعلنا من المُرتَضين قَوْلاً وفِعلا، الذين أعطاهم ” الحُسْنَى ” ووفَّقهم للصَّبْر والتَّقْوَى.
إذا ما أصابت ذا حياةٍ مصيبة … فقابلها منه التحمل والصبر
فما بعدت من أن تحوّل نعمةً … يحق عليها الحمد للّه والشكر
إن المقام مقام حمد، فالحمد لله حمدا دئم البقاء على ما أنعم به وينعم ورزقنا صبرا وسلوانا
تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا فيك ياوالدنا لمحزونون
رثاؤك ما في القلب لا في القصائد * وصدق البكا ما في العيون الجوامد

 

خديجة:

أهل القرآن ..

انظروا الى هذين الرجلين.
وجوه نيرة وقلوب صافية واشتغال بما يرضي الله.
لقد رحلا عن دنيا أكثر ما جمعهما فيها هو تعمير بيوت الله ليجمعها الله في الفردوس الأعلى من الجنة بإذنه تعالى ..
قبل أيام رحل والدنا الداه (محمد سعيد) الطلبة وكان إمامنا باباه هو أول من رفع الغطاء عن وجهه وقبله في جبينه ليلحق به بعد أيام قليلة..
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا إمامنا وشيخنا ووالدنا لمحزونون ، هي الدنيا ليست دار قرار وخير من يغادرها الأخيار الأبرار نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحدا .. اقترن إسمك بشيئين يحبهما الله وَرَسُولِهِ القرآن والمسجد فهنيئا لك بهما .. عرفتك وأنا صغيرة حيث درستني القرآن الكريم كنت بالنسبة لي كبيرا مهابا وكلما كبرت كانت مكانتك في قلبي تكبر وتكبر وكنت أعرف قيمتك أكثر .. رغم قلة لقاءاتي بك وأنت المدبر عن دنيانا المقبل على ربك إلا أنها كانت لقاءات نبعث الفرح والسرور في قلبي كنت أرى هالة من النور والعظمة تحيط بك رغم شدة الخضوع والتواضع لله عز وجل .. كان آخر لقاء لي بك قبل أكثر من شهرين غمرتني بلطفك وأخجلتني بتواضعك ..كنت سعيدة جدا بهذا اللقاء لكني لم أكن أعرف أنه سيكون الأخير ..
اللهم ارحمه واغفر له وتجاوز عنه وجازه عنا وعن المسلمين بأحسن الجزاء وارحمنا إذا صرنا إلى ماصار إليه ..
21766811_1

سعيد ولد حبيب

بسم الله..في السباق إلى الله ..

هل كانت الصورة اعتباطية.. إمامان ومربيان .. يسيران في مضمار واحد .. احمدهما يخطو متقدما قليلا “الداه” .. والآخر “باباه” يتلهف للمسير وهو يوشك ان يلحق به هنا يسبقه ظله سافرت روح الرجل قبل سنوات حين اخذ القرءان الكريم رفيقا … يرطب فمه بذكره ويعيش قدستيه و يتعلم رسمه وتجويده .. غادرا معا وتركا فراغا في المساحة تركا صمتا في المحراب ووجوما بين العتبات ..
يتملكني هوس دائما ..لتحليل الصور والكتابة عنها .. ثم تستدر ذاكرتي مشاهد ومواقف “حفلا” في أماكن أخرى من حياة جمعت شيخين ترتج اليوم جدران المسجد العتيق في برينة لفقدهما في تدبير يكاد يجملهما في موسم عزاء صعب على قرية أسست على التقوى
رحل الداه فافتقدت باحات العتيق دروس النصح والتوجيه والغيرة على كمالية الصلاة وجماليتها وافتقر التلاميذ والطلاب الى ارشادات المربي الحنون الذي يحرص على تمثل النشء لقانون السلف الصالح
، ثم يرحل باباه على بعد فراسخ فقط ..فتزداد عتمة الفجر الموالي .. غاب الصوت المدوي في خفوته ..المجلجل في قنوته ، الملتصق بالروح كجزء من تعاويذ الصباح او كخبر سار تستقبله بيوتات البلدة الوديعة كل يوم… انظر الي الصفوف الأمامية في العتيق … الحمد لله على التفاوت … هنا كان الداه يستلم الكلم .. ينثر عبقه بين المصلين وهناك يعتلي باباه المنبر فينحني تواضعا وعلما ويتحرك المسجد بما فيه فالناس تعودوا على نقاش القضايا المرتبطة بالصلاة مبنى ومعنى … يدور جدال لذيذ فيه عتب جميل … وفيه سباق الى الله وهو بيت القصيد
وداعا “سيدي” … نعم معلمي باباه تعلمنا ونحن في قاعات الدرس ان نرفع اصواتنا بها فتضج القاعة بها فتقترب منا لتدللنا.. لتمنحنا حضن الاب لا زفرة المعلم وبعد ان شبينا عن الطوق كنا نحس بها حتى عندما كنا نتلقى في مواقف اخرى …ففي كل مصلحة عامة للناس كان لك قدم راسخة وصدارة في المضمار

كرس الامام باباه ولد الهادي رحمه الله حياته منمكا في التحصيل المعرفي والبحث العلمي ، فنزود من صنوف الكتب فنونا ومعارف ، درس التجويد ، حتى كتب مؤلفا فاق بن عبد البرفي تجويد القرءان
ثم توجه صوب الفقة واللغة والاصول والنحو وغيرها من العلوم حتى صار موردا للارتواء منها … يفد اليه الباحثون عن اجوبة وفتاوى شافية
غداة رحيله قالت لي شقيقتي انها رات في السماء نجما ساطعا وهوى .. وقد قيل لها ان ذلك يعني عندم فيما تواتر من رويات واثر ان عالما كبيرا … سيودع .. في الصباح رحل باباه .. ثم تساقطت قطرات المطر كانما تدمع حزنا
رحم الله معلمي باباه ولد الهادي واسكنه فسيح جنانه ورحم الله الشيخ الداه ولد الطلبة واغدق عليهما شابيب رحمته والطف اللهم بهذه القرية واهلها بعدهم … وبارك في خلفهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق