مما قيل في رثاء الإمام المصطفى “باباه” بن الهادي رحمه الله
القاضي محمد فال ولد محمد حرمه
بابّاه في ذمة الله.
قبل ساعات من الآن فارق الحياة إثر حادث سير أليم على طريق الأمل، الرجل الفاضل المصطفى ولد الهادي ولد أحمد فال “بابّاه” علماً، إمام جامع برينَ العتيق وأستاذ محظرتها وأحد القائمين على مصالح العباد فيها وفي غيرها ..
ينتمي الفقيد إلى أسرة المصطفى بن أحمد فال العلوي، العلّامة الشهير فقيه البلاد الأوّل في عصره الذي تخرّج عليه علماء أجلّاء وألّف كتبا كثيرة كانت غاية في النفع والقبول، منها كتابه: “مقتنص الشوارد” الذي اشتهر في شرق البلاد وغربها ب” اكتاب ول أحمد فال” ولم تزل هذه الأسرة معدن علم وأدب تنجب العلماء والشعراء عبر الزمن، ويعتبر الفقيد هو عميد الأسرة حاليا وشخصيتها العلمية الأولى ..
لبابّاه ولد الهادي رحمه الله جوانب أخرى لا تقلُّ شأناً عن التي ذكرنا هي أخلاقه الكريمة وابتسامته الدائمة وكثرة عبادته وصبره على نوائب الحق وكونه قبل هذا وذاك نشأ شابا في طاعة الله عسى الله أن يظلّه بظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلا ظلّه ..
ستقام صلاة الجنازة بعد ساعات في حاضرة النباغية ليوارى الفقيد الثرى في بقيع الجّرّارية الطاهر الواقع شمال غرب قرية برينَ.
رحم الله بابّاه ولد الهادي وجزاه خيرا وبارك في خلفه، وألهم الأهل جميعا الصبر والسلوان، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
الشيخ الطلبة :
ورحل الإمام…
في حادث سير مؤلم رحل الإمام الراتب للمسجد الجامع العتيق في قرية برينة فضيلة الشيخ باباه ولد الهادي
قصة طويلة مع بيوت الله وتلاوة القرآن وعمل البر.
باباه ولد الهادي رجل من طينة سلف صالح زهد في الدنيا وزخرفها وأقبل على الله راغبا في ما عنده، ارتبط اسمه بالمنبر والمحراب، حبر القرآن تحبيرا، وعمر مساجد الله مستثمرا عمره الزكي في مرضاة الله وحده
إنه رجل آخرة بامتياز لم يعرف لملذات الدنيا طريقا ولا للغو القول والعمل بما سوى التقوى سبيلا
آه يا موت كم انتقيت الصالحين وكم قطفت من ثمار نضجت برا وسؤددا وتقوى !!!
نم في جنات الخلد فأنت النقي التقي وللمحراب والمنبر كل التعازي، فما آلم فقه الاستخلاف !!!
أقيموا صلاتكم
الآن تصلون عليه بعد أن صلى بكم إماما أزيد من نصف قرن…
رحل الإمام فعلى روحه الطاهرة السلام
إنا لله وإنا إليه راجعون.
الشيخ محمد الحافظ ولد المرابط
مكان آخر يشغر من المسجد واي مكان.
وفارس آخر يترجل وأي فارس.
امتطي معلم الفرنسية صهوة الجد ولما يزل بعد في ريعان شبابه وغادر معاهد الغفلة متنقلا بين دور العلم والعبادة متحملا شظف العيش وسهر الليالي ومرارة الغربة في سبيل إصلاح نفسه ولم يعد إلى أهله وذويه إلا بعد أن كان له – ولا أزكى علي الله أحدا – ما أراد.
شمر عن ساق الجد وخدم سيدي محمد السنوات ذات العدد فكان نعم العضد له موضعا لثقته وعيبة لسره وارتبط اسمه بخدمة بيت الله و كتابه وعباده.
رحم الله الإمام واغدق عليه من شأبيب رحماته وشفى المصابين وحفظ عمار مساجدنا وأدام نعمه علينا ظاهرة وباطنة.
محمد ابوه
لحمد لله رب العالمين
إن لله عبادا فطنا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا
أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا
صالح اﻷعمال فيها سفنا
هذه اﻷبيات كان اﻹمام ينشدها على المنبر في خطبة الجمعة،
واليوم ينشد الحال فيه ” وأنت من هؤلاء الرجال”
الحمد لله أولا وآخرا له الملك وله الحمد
الشيخ محمد حرمة
غاب الصوت المبحوحُ الصادقْ!
عندما نعى لي الناعي الإمام والوالد المصطفى ولد الهادي ولد أحمد فال “باباه”، صباح اليوم “الاثنين”، فهمت كيف أن السماء -على غير عادتها في بلادنا- أصبحت مبتسمة، وأن الأرض التي غلب عليها الجفاف والقحط هذه السنة استحالت مبللة صقيلة، لقد أدركت أن روحاً طاهرة تعبر الجسر الفاصل بين الحياة والموت، وأن الأرض تغتسل من أدرانها لتستقبل جسداً كان بعيداً عن معاصي الرحمن.
غاب “باباه” وحضرت في غيابه صور من ذكريات الطفولة: قبيل شروق الشمس بقليل، ومجموعة من الأطفال تتجمع أمام منزله، تنتظر عودته من المسجد، تسمع من بعيد صوته وهو يتلو القرآن، طريقته الخاصة لينبه على وجوده، فيبدأ كل طفل يقرأ بأعلى صوته، لأنه عندما يحضر “باباه” فلا صوت يعلو على تلاوة القرآن الكريم.
مر زمن وجاء آخر.. “باباه” أصبح إماماً للمسجد الجامع، فالمحراب والمنبر هما المكان المناسب لمن توكأ على المصحف الشريف، وارتفع صوته الأجش من غير خشونة، والهادئ من غير رتابة، لا تقلقه سوى آيات الوعد والوعيد التي يتهدج عندها صوته، فتغلبه غصة الخائف من ربه من دون رياء.
تحولت خطب “باباه” يوم الجمعة إلى موعد دائم للنصيحة وإصلاح القلوب، يذكر الموت كثيراً وينصح بالاستعداد له، فكان الحصن المنيع الذي يحمي دين وأخلاق المجتمع، مستنداً في ذلك على سنة الله وكتابه، وخلق كريم وابتسامة رحيمة لا تغادر محياه.
وظل “باباه” بعيداً عن الصراعات التي تعيشها المجتمعات الشبيهة بمجتمعه، فاراً بنفسه وأهله عن مظانّ السوء والقطيعة، مجسداً بذلك مدرسة عريقة من الزهد والورع وحسن الخلق.
غاب “باباه”، تغمده الله بواسع رحمته وألهمنا الصبر والسلوان م
محمد فال اب
سيبقى صدى ذلك الصوت يتردد على المسامع بين سواري العتيق وستبقى تلك الصورة محفورة داخل القلوب .
غاب قرين المصحف في رحلة أبدية أعد لها العدة وتزود فيها بخير الزاد ، تقوىً وورعاً وعِفّة، فقد كان باباه ممن أراد الآخرة وسعى لها سعيها .
غاب إمامنا وقدوتنا استودعناه الله الذي لاتضيع ودائعه.
غاب باباه أكرم الله مثواه وطيّب ثراه وجعل الجنة مأواه فإنا لله وإنا إليه راجعون .
حماد أحمد
سنتذكر باباه …
حظيت خلال السنوات الأخيرة بمعرفة فقيدنا عن قرب، إذ مثلت زياراته لدولة الإمارات، فرصة اضطلعت فيها على بعض سجايا باباه الإنسان، العابد، الناسك، المتبتل في محراب التصوف في أبهى حلله.. باباه الورع ، المتعلق بهدي السلف، الواصل للرحم، المستغفر بالأسحار، انتظاراً لقرآن الفجر.
كان حرصه على أن يكون مجلسه مائدة لذكر الصالحين، لا يوازيه إلا تعلقه الدائم بذكر الجمعة في جماعة، وكأنه بهذا النهج يستعد للرحيل… أتذكر طلاقته مع الجميع.. حنانَه وعطفَه على الصغار في البيت.
رحم الله باباه، ترجل عن منبره، وعينه على المِحْراب في صباح أغر أسنى.. صعدت روحه إلى بارئها، ونحن به محزونون..
سوف يذكره الصغار والدمع ينهمر على قرطاس لم يجف حبره..سنذكره نحن الكبار كلما تذكرنا الذكر في الغدو والآصال..كلما تذكرنا صلة الرحم، والسعي في إصلاح ذات البين..
سنتذكر ابتسامة لا تفارق محياه، وسنتذكر أنه عضَ بالنواجذ على خلقٌ سلفه من الآباء والمشايخ ..
طوبى له المطية، فقد أحسن ركوبها، والله نسأل أن يغدق عليك من أنوائه داني الجناحين عفوا ورحمة، وأن يجعل جدثك روضة من رياض الجنة، وأن يبارك في الخلف : سيدي محمد وأخواته الماجدات، وأن يلهم مجتمعنا الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين، وصلى وبارك على خير المرسلين.
الخميني الطلبة
أيّتُهَا النّفْسُ أجْمِلي جَزَعَا
إنّ الذي تحذرينَ قدْ وقعَا
بيت قرضه أوس ابن حجر قرونا مضت يناجي نفسه ويخفف عليها هول الصدمة، لم يكن يدري أوس أن حروفه هذه كانت اليوم علي شفاه كل من عرف الإمام عن قرب، الكل يواسي نفسه قبل أن يواسي غيره
كان سفره الأخير ككل أسفاره، لسان رطب بالقرءان وبذكر الله، ولعل آخر ما قرءه أواخر صورة القمر (حزب الإداره الصباحي : قال فما خطبكم) ” إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر”
ولعل تلك الأبيات التي صدح بها في المنابر كل جمعة كانت خارطة طريق اختارها لنفسه
إن لله عبادا فطنا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا
أنها ليست لحي وطنا
جعلوها لجة واتخذوا
صالح اﻷعمال فيها سفنا
سيتذكرك المسجد ومحرابه ومنبره
ستتذكرك حلق الذكر والقرءان
ولنا في الرسول خير عزاء
حسبنا في العزاء مات الرسول
إنا لله وإنا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله
رحم الله إمامنا المصطفي ول الهادي وأغدق عليه من شآبيب رحماته وألهمنا الصبر والسلوان
محمد حمان:
( الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ) فقيد المحراب والقرآن أستاذنا وإمامنا باباه ولد الهادي؛ الكريم سليل الأقطاب الأكابر، كان يعمل لما بعد هذا اليوم ، عاش زاهدا رحيما بالناس شفوقا بالجميع معلما كلام الله للناشئة مع الهدوء والرفق والحلم الى أبعد الحدود،يكفي ان يسمع طلابه تلاوته من بعيد ليرتدعوا، إنها هيبة الحلم والخلق الحسن، أما المنبر فكان نعم المربي الناصح ومن خلاله جذب القلوب وأسر الأفئدة، فهو أيقونة الألفة والمحبة في بارينه منذ بدأ تربية اجيالها على حفظ القرآن واعتلى درجات منبر جامعها العتيق ناصحا وموجها، فالجميع يحس بالفراغ الهائل بفقد الإمام الفاضل والرجل الصالح والشيخ الوقور والعابد الزاهد الشكور الذي يحمل في جوفه القرآن، وآخر ما قرأ من القرآن حزب الإدارة صبيحة اليوم الاثنين؛ وهو حزب ( قال فما خطبكم ) وآخر آية منه قوله تعالى( إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..الرحمن )
فهذه بشارة خير وخاتمة غاية في الحسن، حباه الرحمن بها ووفقه لها وساقه إليها وهو الكريم الوهاب، فقد بدأ حياته بالقرآن وكرس عمره لخدمته ثم انتهى لمثل هذه الآية، فهذا حال المتقين حقا، وأمام هذا الفقد الجلل والخطب العظيم لا نقول إلا ما يرضي الرب ( إنا لله وإنا إليه راجعون )والحمد لله رب العالمين.
محمد الأمين الحاج:
لله ما أخذ والبركة في ما أبقى والحمد لله رب العالمين :
قد كنت يا إمامنا الأفضلا
وفي مسالك العلا الأولا
يشهد كل موقف أنك ال
واحد فضلا في الورى مسجلا
والذكر يشهد وآي له
تتلوه خاشعا كما أنزلا
ويشهد المحراب والملتقى
وكل حكم في الندى أشكلا
جزاك رب العرش عنا وفي
فردوسه أعلى لك المنزلا
والله يبقي الصنو في صحة
على مدارج العلا مقبلا
وسيدنا محمد ذي الهدى
يبقيه ربنا لنا موئلا
ويحفظ العيال كلا ويب
قي فيهمو ما فيه بل أشملا
بجاه خير الخلق صلى علي
ه الله ما ريح الصبا أرسلا
الشيخان فتى
﴿ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ صدق الله العظيم.
الآيتان الأخيرتان من حزب “قال فما خطبكم” ، الحزب الصباحي ليوم أمس الاثنين من ختمة الإدارة ، صباح اليوم الذي وافى فيه الأجل المحتوم والدنا وإمامنا باباه رحمه الله.
بخصوص موضوع هذه الختمة، حظيت بمراسلات خاصة منه من المدينة المنورة في شهر رمضان، وهو الموضوع الذي تابعته معه خلال لقائنا هذا الشهر في المسجد ببرينة..
ذكريات ومواقف كثيرة سيتذكرها من عرفوه وسترتبط جلها بالقرآن أو المسجد أو الأمر العام.. طوبى لمن جمع هذه الثلاث…
في تلك المراسلات دروس وتقدير وتوجيه ودعاء. ختم إحداها من المدينة المنورة بالدعاء متوسلا بجاه النبي صلى الله عليه وسلم بصلاح الحال والمآل وعافية الدارين مع كفاية هميهما لنا ولمن له حق علينا.
﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ، الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ، أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون ﴾ صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم، عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم .
إنا لله وإنا إليه راجعون.
خديجة:
أهل القرآن ..
انظروا الى هذين الرجلين.
وجوه نيرة وقلوب صافية واشتغال بما يرضي الله.
لقد رحلا عن دنيا أكثر ما جمعهما فيها هو تعمير بيوت الله ليجمعها الله في الفردوس الأعلى من الجنة بإذنه تعالى ..
قبل أيام رحل والدنا الداه (محمد سعيد) الطلبة وكان إمامنا باباه هو أول من رفع الغطاء عن وجهه وقبله في جبينه ليلحق به بعد أيام قليلة..
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا إمامنا وشيخنا ووالدنا لمحزونون ، هي الدنيا ليست دار قرار وخير من يغادرها الأخيار الأبرار نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحدا .. اقترن إسمك بشيئين يحبهما الله وَرَسُولِهِ القرآن والمسجد فهنيئا لك بهما .. عرفتك وأنا صغيرة حيث درستني القرآن الكريم كنت بالنسبة لي كبيرا مهابا وكلما كبرت كانت مكانتك في قلبي تكبر وتكبر وكنت أعرف قيمتك أكثر .. رغم قلة لقاءاتي بك وأنت المدبر عن دنيانا المقبل على ربك إلا أنها كانت لقاءات نبعث الفرح والسرور في قلبي كنت أرى هالة من النور والعظمة تحيط بك رغم شدة الخضوع والتواضع لله عز وجل .. كان آخر لقاء لي بك قبل أكثر من شهرين غمرتني بلطفك وأخجلتني بتواضعك ..كنت سعيدة جدا بهذا اللقاء لكني لم أكن أعرف أنه سيكون الأخير ..
اللهم ارحمه واغفر له وتجاوز عنه وجازه عنا وعن المسلمين بأحسن الجزاء وارحمنا إذا صرنا إلى ماصار إليه ..
سعيد ولد حبيب
بسم الله..في السباق إلى الله ..
هل كانت الصورة اعتباطية.. إمامان ومربيان .. يسيران في مضمار واحد .. احمدهما يخطو متقدما قليلا “الداه” .. والآخر “باباه” يتلهف للمسير وهو يوشك ان يلحق به هنا يسبقه ظله سافرت روح الرجل قبل سنوات حين اخذ القرءان الكريم رفيقا … يرطب فمه بذكره ويعيش قدستيه و يتعلم رسمه وتجويده .. غادرا معا وتركا فراغا في المساحة تركا صمتا في المحراب ووجوما بين العتبات ..
يتملكني هوس دائما ..لتحليل الصور والكتابة عنها .. ثم تستدر ذاكرتي مشاهد ومواقف “حفلا” في أماكن أخرى من حياة جمعت شيخين ترتج اليوم جدران المسجد العتيق في برينة لفقدهما في تدبير يكاد يجملهما في موسم عزاء صعب على قرية أسست على التقوى
رحل الداه فافتقدت باحات العتيق دروس النصح والتوجيه والغيرة على كمالية الصلاة وجماليتها وافتقر التلاميذ والطلاب الى ارشادات المربي الحنون الذي يحرص على تمثل النشء لقانون السلف الصالح
، ثم يرحل باباه على بعد فراسخ فقط ..فتزداد عتمة الفجر الموالي .. غاب الصوت المدوي في خفوته ..المجلجل في قنوته ، الملتصق بالروح كجزء من تعاويذ الصباح او كخبر سار تستقبله بيوتات البلدة الوديعة كل يوم… انظر الي الصفوف الأمامية في العتيق … الحمد لله على التفاوت … هنا كان الداه يستلم الكلم .. ينثر عبقه بين المصلين وهناك يعتلي باباه المنبر فينحني تواضعا وعلما ويتحرك المسجد بما فيه فالناس تعودوا على نقاش القضايا المرتبطة بالصلاة مبنى ومعنى … يدور جدال لذيذ فيه عتب جميل … وفيه سباق الى الله وهو بيت القصيد
وداعا “سيدي” … نعم معلمي باباه تعلمنا ونحن في قاعات الدرس ان نرفع اصواتنا بها فتضج القاعة بها فتقترب منا لتدللنا.. لتمنحنا حضن الاب لا زفرة المعلم وبعد ان شبينا عن الطوق كنا نحس بها حتى عندما كنا نتلقى في مواقف اخرى …ففي كل مصلحة عامة للناس كان لك قدم راسخة وصدارة في المضمار
كرس الامام باباه ولد الهادي رحمه الله حياته منمكا في التحصيل المعرفي والبحث العلمي ، فنزود من صنوف الكتب فنونا ومعارف ، درس التجويد ، حتى كتب مؤلفا فاق بن عبد البرفي تجويد القرءان
ثم توجه صوب الفقة واللغة والاصول والنحو وغيرها من العلوم حتى صار موردا للارتواء منها … يفد اليه الباحثون عن اجوبة وفتاوى شافية
غداة رحيله قالت لي شقيقتي انها رات في السماء نجما ساطعا وهوى .. وقد قيل لها ان ذلك يعني عندم فيما تواتر من رويات واثر ان عالما كبيرا … سيودع .. في الصباح رحل باباه .. ثم تساقطت قطرات المطر كانما تدمع حزنا
رحم الله معلمي باباه ولد الهادي واسكنه فسيح جنانه ورحم الله الشيخ الداه ولد الطلبة واغدق عليهما شابيب رحمته والطف اللهم بهذه القرية واهلها بعدهم … وبارك في خلفهم