كتب الشاعر والأديب محمد المختار ولد عبد الله المقيم في إسبانيا، وهو احد الأئمة المنفتحين على قضايا العصر ويشرف على زاوية “اندلسيات” في موقع الوسيط، أبياتا شعرية أثناء تواجده في بلجيكا، يسأل ” محظرة النباغية” بموريتانيا عن بعض الأحكام الفقهية؛ ويستذكر سنوات قضاها يدرس في “النباغية” فرد عليه الأستاذ محمد ولد بتار من محظرة النباغية بقصيدة أخرى.
نص المقطعين الشعريين:
يقول الأديب محمد المختار ولد عبد الله:
كنا ببلجيكا إذا أنشد منشد ***(( مني لحضرة نجعة المنتاب))
فتحركت مني السواكن جملة***و تعجب الأخيار من أصحابي
لولا الكهولة والبياض بعارضي *** مزقت من طرب إذا أثوابي
هل عادلي بعد المشيب شبابي*** أم لذ لي في الشوق محض عذاب
لا لست أدري غير أني هزني*** شعرلذا حارالطبيب لمابي
هذي ينابع القريحة فجرت ***ذات النبوغ تمدها بخطاب
ذكرى زمان في رباها عشته *** ماكان عهد تغرل وتصابي
أرنو إلى شيخي وأسمع قوله *** يحكي لنا من سنة وكتاب
أيام نحفظ في الصدور دروسنا *** لا في الشرائح من جهاز عجاب
في حلقة التعليم يمضي وقتنا*** مابين سؤل ممتع وجواب
ماذا يقول الشافعي ومالك *** ماذا يقول محمد ابن شهاب
هل لي إلى تلك المجالس عودة *** بعد الفراق وبعد طول غياب
علي أسائل عن أمور أشكلت *** فيجيبني أهل النهى بصواب
ماحكم صوم في بلاد ليلها *** من ساعتين إلى الثلاث بآب
في الصيف لاشفق يغيب فهل لنا *** جمع العشاء لمغرب أحبابي
فصل الشتاء نهاره من ساعة *** هل صومه يجزي لدى الأنجاب
عذرا على الشعر الرديء فإنني *** لاعلم لي بالصرف والإعراب
رد محظرة النباغية على لسان الشاعر والأستاذ العلامة محمد ولد بتار:
طرقتكَ بلجيكيةَ الأسباب**** عربيةَ الألقاب والأنساب
شمطاء تندب في مُلاءة غُربةِ***من دولة الأحباب
عصرَ شباب تصبو لعهد قد تقادم ذكره**** يصبي الحليم ولات حين تصاب
تهفو إلى “ذات النبوغ” إذ اجْتَلَتْ***عصرَ النبوغ مطالعَ الآداب
إذ تلهث العذبات خلف مقاصد*** عليا بأيام مضين عذاب
لا غرو يا مختار إن تك ممسكا****من ركنها القدسي بالأهداب
أما سؤالك عن فرائض لم تجد*** وقتا لها فاصدع له بجواب:
إن لم يغب شفق لقوم قلدوا**** أدنى البلاد وقدروا لغياب
وأتوا هنالك بالعشاء لفرضها****في قسطها من ليلهم بحساب
فالشافعي إليه ذلك مسند**** ورأى به الأصحابُ
رأي حُباب والمذهب الحنفي صحح أهلُه**** قولين بالإسقاط والإيجاب
وإقامةُ الدجّال في أيامها**** أصل عليه بنى أولو الألباب
وإذا أخذتَ بقول أشهب جامعا*** ومُقَدِّما لم تأت غير صواب
والصوم إن طال النهار محتم*** حتى توارى شمسه بحجاب
فنهاية المحتاج حقق فرضَه**** فيها المحشي إذ أتى بعجاب
وإذا تقاصر عن مداه فصومه*** كافٍ بظاهر سنة وكتاب
فالليل غاية صومنا وتَبَيُّنٌ*** للفجر غاية مطعم وشراب
والعلم عند إِلهِنا صلى على*** خير الورى والآل والأصحاب
المصدر : مراسلون نقلا عن قراءة في ” الوسيط ” في تراجم أدباء موريتانيا
