طارق رمضان.. اختلاف الدعاة رحمة (تدوينة)
قبل حوالي 7 سنوات، التقيت لأول مرة مع المفكر اٌلإسلامي طارق رمضان في “المدرسة الوطنية العليا للمعادن” بالرباط. حضرت بعد ذلك لعدة محاضرات له بين الرباط والدار البيضاء خلال زياراته السنوية للملكة المغربية.
في 2012، سلمته رفقة طلبة وأصدقاء موريتانيين تذكارا لخريطة موريتانيا ودعيناه لزيارتها، وذلك على هامش محاضرة له في “معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة” بالرباط.
في 2013، طرحت عليه بعض الأسئلة حول أمة اقرأ ، زمن جوجل، الفيسبوك، ريال مدريد وبرشلونة . طلبت منه أن يجيبني باللغة العربية، التي قال أنه يتحدثها لكنه سيجيب بالفرنسية لأن المحاضرة كانت بها. وذلك على هامش محاضرة “الشباب العربي بين الهوية الإسلامية والانفتاح على العالم” التي نظمها طلبة “أكاديمية محمد السادس الدولية للطيران المدني” بالدار البيضاء.
في نفس العام، نسقت بين مكتبه الأوروبي والشيخ الخليل النحوي من أجل دعوته وبرمجة زيارته لموريتانيا، استمر تواصلنا مع مساعدته الشخصية في مكتب فرنسا طيلة شهرين، قطعنا خلالهما خطوات عملية بخصوص التأشيرة وتفاصيل السفر والاستضافة، لكن للأسف تم تأخير الموعد قبل أن يلغى لأسباب.
سعدت مؤخرا بأخبار دعوته وبرنامج زيارته للوطن واهتمام الشباب باستقباله قبل أن أتفاجئ وأتأسف لطرده من المطار وهو ما لا يفهم ويصعب تفهمه.
ما يعجبني في محاضراته بغض النظر عن أفكاره المثيرة والصريحة هو تنوع الجمهور المواظب على محاضراته الذي يتزاحم من أجل الوقوف في القاعة أو الجلوس في الساحات أمام الشاشات الكبيرة، وهو ما يحدث نادرا إلا في مباريات كرة القدم.
ما يهم في مثل محاضراته وأهمية تكرارها، هو تلك الفئة التي يستهدف، والتي تخرج غالبا بأفكار جديدة قد تقودها للبحث والتعلم أكثر وهو ما يفيدهم ويعين على إيصال “رسائل” مهمة لهم، ومنهم من قد تقوده إلى أمور أخرى، وهو ما يزعج ويخيف بعض الدعاة والمفكرين أو الحكام والسياسيين.
نحتاج في عالمنا الإسلامي اليوم للكثير من أمثال طارق رمضان، ممن يتقنون المحاضرات والمناظرات باللغات الثلاث. قلة من لديهم مثل أسلوبه وصراحته وجمهوره المتنوع. لذلك يضايقونه. اختلاف الدعاة رحمة.
المصدر:
الصفحة الشخصية للشاب الشيخان فتى على الفيسبوك.