د. الشيخ الطلبه

يحدثونك عن المغرب (1) / د. الشيخ الطلبة

يحدثونك عن المغرب (1)
طفت آفاقا من بلاد الله في مشارق الأرض ومغاربها، وقمت بتدريس طلاب من كل الدول العربية دون استثناء في إمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة وغيرها، ألقيت محاضرات في جامعة مغربية زهاء عام دراسي، عشت زهاء عقد من الزمن في مدينة فاس المحروسة، أتكلم عن المغرب عن دراية ورواية إذن، ولن تعوزني مقارنته بسواه عن تجربة.
هنالك المغرب شعبا، والمغرب سلطة ومخزنا
المغرب الشعب
أمة راقية تحب الآخر وتعامله بلطف وتقدير، الوضوح هو أهم سمات الفرد والمجتمع هناك، المغربي إما صالح أو طالح، يمكنك أن تضعه في إحدى الخانتين من حروفه الأولى حين يحدثك عن نفسه
حين يثق فيك المغربي يحيطك بهالة من التقدير والاعتبار والاحترام، والإعجاب غير المبرر أحيانا.
هناك أسلمة اللسان وثقافة الدعاء المجاني على طرف كل لسان (الله يرحم لك الوالدين) (الله ايعمرها دار) (الله يحفضك) عبارات لن تخطئك بين الفينة والأخرى.
لكن بالمقابل لا يؤمن الشارع ولا يؤتمن على شيء، قد تسلب ما لديك على مرأى ومسمع من الناس ولا أحد ينقذك، قد تتعرض للسطو في شارع مكتظ وضح النهار ولا صريخ لك ولا منقذ.
وهناك مظاهر مخلة تلفت انتباهك في الشارع منها السفور والخمور…
المغرب السلطة والمخزن
اللحمة قوية بين الشعب والسلطة (المخزن)
الملك شريف ابن النبي، تلك هي نظرة المواطن البسيط التي ينتج عنها اعتقاد وشبه تسليم لما يصدر عن مؤسسة المخزن عموما
موريتانيا في الشعور واللا شعور المخزني جزء من المغرب، وأستطرد هنا قصة وقعت لزميل لنا كان يحضر دبلوم الدراسات العليا المعمقة في الجغرافيا في كلية الآداب بجامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس، كان الشاب (محمد قلي) يعد لإكمال سنته الثانية من مرحلة الدبلوم المذكورة (ديزا) وقررت الوحدة التي ينتمي إليها في الجامعة القيام برحلة بحث طلابية قادت خلية مكونة من الطلاب وأحد الأساتذة المؤطرين إلى منطقة جبلية لدراسة نوعيات التربة الموجودة هناك، وخلال دردشة الأستاذ المؤطر مع الطلاب قال مخاطبا محمد قلي (موريطانيا جزء لا يتجزأ من المغرب) كان رد محمد قلي سريعا وصادما حين قال: (كيف؟ ونحن لا تربطنا معكم حدود) وفي هذه العبارة اعتراف ضمني بل صريح بالصحراء الغربية كدولة قائمة الذات، كانت النتيجة أن أعاد صاحبنا السنة الدراسية تلك، حيث اعترض الأستاذ المذكور على نجاحه فعاش سنة أخرى بكل تكاليفها المادية والمعنوية، واضطر في النهاية للاعتذار للأستاذ ليخرج أو يتخرج بسلام
مكابر من ينكر مطامع المملكة سلطة ومخزنا في موريتانيا ولكنها مجرد أماني وما ينتج عن بحثها مجرد كلام تقليدي خاو، لا أثر له، حرب كلامية باردة لا تقدم ولا تؤخر. موريتانيا والمغرب أمة واحدة وبينهما من الوشائج والصلات ما يعلو على الخلافات السياسية مهما كانت، والدليل على ذلك صمود العلاقات الأخوية بين الشعبين رغم التوتر الشديد على الجبهة السياسية المضطربة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق