طرافة صديق / د. الشيخ الطلبة
جمعتنا خلية بحث اقتضت منا مباشرة مجهود بحثي ميداني، تولى زميل لنا مسؤولية إدارة المشروع، كنا نتواصل معه كلما استجد ما يستدعي ذلك، لكن فوجئنا بأن هاتفه لم يعد يرن عند الاتصال به.
أصبح بحثنا بحثا عن صديقنا ولم نفلح في وجوده، قال أحد الشباب أنا آتيكم به، فضرب في الأرض تنقيبا وقال جئتكم بنبإ يقين
لقد سقط هاتف صاحبنا في بركة ماء واستخرجه منها، أصبح الهاتف شمعة تضيء فقط وفقد وظائفه الأخرى بما فيها الاتصال واستقبال المكالمات، ارتأى صاحب الحانوت المجاور لمنزل صاحبنا، ارتأى عليه أن يضع الهاتف في غيابات خنشة أرز عنده في الحانوت مدة يوم كامل حتى يتم امتصاص ما به من ماء، تم الأمر على ذلك النحو، ثم طرأ على صاحب الحانوت سفر عارض ونسي أن ينبه من خلفه على أمر الهاتف الموجود في عمق خنشة الأرز.
كان زبناء الحانوت يتعاقبون وقت المقيل لشراء الأرز (غداء الأمة الموريتانية) سافر الهاتف في كيل مستوفى ليستقر في قدر يطبخ على نار هادئة في أحد بيوتات الحي.
جلست العائلة على طاولة الطعام ليكتشفوا طعما غريبا وجسما أغرب، عادوا إلى صاحب الحانوت محتجين منددين ليجدوا صاحب الهاتف يجادل عن هاتفه، وبعد حين اكتمل الفريق بحضور صاحبنا الباحث عن صاحبنا الباحث لتنتهي رحلة البحث الطريفة تلك.