أحمد أمين اباهصباحيات ذي المجازصباحيات ذي المجاز - صباحيات الاثنين

الطرافة في لغن / أحمد أمين اباه

الطرافة في لغن

يزخر الشعر الحساني (لغن) بنصوص ومواضيع طريفة تصل درجة الفكاهة أحيانا، وشملت هذه المواضيع الطريفة كافة الأغراض تقريبا، لكن كان للغرل والمساجلات النصيب الأكبر منها.

وكان للظاهرة التي يسميها النقاد “الانزياح” حاضرة بشكل كبير في النصوص الطريفة في لغن، وتعتمد هذه الظاهرة على كلمات أو عبارات مختلفة عن المألوف منها الرمز والتشبيه والاستعارة والخيال.

وكمثال على هذه الظاهرة يقول الأديب الظريف منير ولد أخليه:

 

برْحتْ لولَ بتّْ — اتْردّْ اعْلَ منتْ

لِمـــامْ أُ فَــوَّتّْ — ليلتْ مُـــــلانَ

تحْكِ لغْــنَ وتْــ — ورَّدْ لمْعــــــانَ

وامواسِ عنَّــكْ — لاهيـها يــــانَ.

أُهـــيَ -يونَّــكْ — يانَ- غفْيـــانَ

 

ولا شك أن هذا الانزياح أو العدول في المعنى يضيف عنصر طرافة وعذوبة في النص، خاصة في غرض الغزل.

يقول محمد عبد الله ولد عمارو

 

منينْ اللِي نجبرْ — مجحودي ما نحصرْ

نزيانْ أُ نسْتبشرْ — دخلي وانعودْ اطفلْ

لوني معجونْ أصفرْ — فاخظرْ هاكْ امنَيَّلْ

أُمن كنت انعودْ اكصرْ — كَرَّ، وانعود أطولْ

قامَه، وانعود أصبرْ– من كنتْ، أُ نتْمَوَلْ

وامنينْ الْ يتْحيَدْ — عني ما يُسولْ

انولِّ محمدْ — عبد الله لوَّل

 

ومن أشهر الأدباء الذين تميزوا بها النمط الأدبي الأديب المختار ولد دادا، وله نصوص عديدة ومعروفة في هذا المجال، واستخدم هذا الأسلوب في الأدب السياسي والمدح والهجاء:

يقول:

اطلعت اكبيل على مسؤول — ما حنانٍ نثنٍ رفـّـزنٍ

هو راكب وابكيت انكول – يا من طلعنٍ نكزنٍ

 

ومن أشهر كيفانه كاف سيارة مامون وهو بمثابة صورة كاريكاتورية ساخرة

وتتْ مامونْ الطبع اجناس — حد اركبهَا ماهِ محظور

ما تبلزْ عينيها  فالناس — وبلا حس ءُ تمشي بشور

 

ومن الأغراض التي تكثر فيها النصوص الطريفة غرض المساجلات (لكطاع)، وهو مظنة لذلك حيث يعتمد على الدعابة، وغالبا ما تطبع السخرية كذلك هذا الغرض، والأمثلة كثيرة والأسماء والنصوص شهيرة جدا.

ونورد هنا كافين في لكطاع الشهير بين الشيخ ولد مكي ومحمد ول ابنو، حيث قال الأول:

محمل ابنو ما ملحوك — مسداه افلكطاع ولكباح

مبلوك الي درتُ مبلوك – ارداح الى درتُ رداح

فأجاب ول ابنو:

الشيخ ألا كاردْ منجاع  — وحدُ فيهْ اتبطُّ لرياحْ

إظل اكراع إصوعْ اكراعْ — وايبات اجناح إصوع اجناحْ

 

ويبدو أن محمد ولد أبنو أورث هذه الطرافة وسرعة البديهة إلى ابن أخيه وسميّه محمد ولد المختار ولد أبنو، في اكطاع مع الأديب والقاضي محمد فال ولد محمد حرمه أيام كان –محمد فال- طالبا في المدرسة الوطنية للإدارة، وكان ولد أبنو أستاذا بها، حيث قال محمد فال:

 

الأساتذة وقت النقاط — فيهم ش بيه اللي مضنوك

ما يعط ماه عشره باط — أشِ يعط عشرين اونبغوك

اتكولن خوف التخلاط — كانك منذو ولل منذوك

 

فأجاب محمد

الأساتذة فرظ إلعاد — اجوابك راضيهم يرضوك

واجوابك لعاد المعتاد — معتاد اللي لاهِ يعطوك

والا شوف أنت كانك زاد — منذو ولل كانك منذوك

 

في مجال “لعيارة” استعمل الاديب محمد يحيى ولد امصيدف، أسلوب الإشارة والتورية في طلعة يخاطب بها أحد أصدقائه:

 

بداع الشيخ اصل مشهور — بلبدع وبتلاميدُ نور

كان ايصيب الكشف افالامور — واخلاك ماهي منكوبه

غير الدهر اتفو بيه اغرور  — ابنوباتُ نوبه نوبه

عاد الشيخ ولا كانت لُ — بشياخو يحسن لعكوبه

وعترت الامور الكانت لُ — مكشوفه عادت “محجوبه”

 

ويعتبر محفوظ ولد عبو الحاصل على جائزة برنامج البداع أبرز الأدباء الشباب الذين اهتموا بطرافة المعنى وقرب المأخذ.

يقول محفوظ

قـَـالت ل وحدَ ما تنقـَــالْ — محـــفوظ اتْعَالَ مَطُولَكْ

يامُـــــــلانَ ذَلِّ مـــــزالْ —  من شَوفتْـــها وَدَّعْتُولَكْ

ويقول أيضا

مانفلشْ منت الذيبْ – تَيْت آنَ يالمجيبْ

من ظركْ إلينْ إيجيبْ — ربِ فوكِ وكْفَ

إنْجيهَ فوكْ إعليبْ — ساحل ذاك المكْفَ

تِخْتِرْ واحد عنِي — ؤنَعْطِ جايْ إبْلِكْفَ

وِنْباتْ أطولْ مِنِي – بوهَ هيَ وَكْفَ

 

وفي الأخير اقدم اعتذاري عن عدم الإحاطة بكافة أساليب الطرافة في الأدب الحساني فهي كثيرة ومتنوعة، وأتمثل هنا كاف أمد ولد أعلمبطالب الذي يعتذر فيه لإحدى الفنانات عندما طلبت منه كافا وكان واصلا لتوه لنواذيبو قادما من الزويرات على متن القطار.

عذري گافِي لا اتْمحْلَ — جيتك يامسْ زانْ

فالگاربْ ماجيتْكْ اعلَ — مركوبْ الگفان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق