الأستاذ السيد أحمدو الطلبةصباحيات ذي المجازصباحيات ذي المجاز - صباحيات الخميس

سفر مع الشاعر / ذ. السيد أحمدو الطلبة

إنا محيوك، فاسلم أيها الطلل

وإن بليت، وإن طالت بك الطيل!

 

قصيدة من روائع الشعر للقطامي في مدح والي المدينة عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك ..

لا يكفيك في اكتشاف حسنها أن تفتح أبواب “خزانة البغدادي” لتقف عليها بذوقك المجرد …

 

جمعتني ذات صبيحة بالشاعر محمد الحافظ ولد أحمدو سيارة في الطريق إلى العاصمة من قرية “المحمدية” .. فكان لنا حديث شرق فيه وغرب وجال وصال .. وكانت هذه القصيدة رزقي من ذلك الحديث الطويل، ألقيت عندها عصا الترحال فنسيت ما قبلها ولم أسمع مابعدها ..

 

بنغمة كان تأثر صاحبها بما يروي أشد علي وقعا من وقع المروي، سمعت على غير ميعاد:

فقلت للركب لما أن علا بهم

من عن يمين الحبيا نظرة قبل .

 

ألمحة من سنا برق رأى بصري

أم وجه عالية اختالت به الكلل ?

 

إلى قوله:

أما قريش فلن تلقاهم أبدا

إلا وهم خير من يحفى وينتعل!

 

إلا وهم جبل الله الذي قصرت

عنه الجبال فما ساوى به جبل .

 

قوم هم ثبتوا الإسلام، وامتنعوا

رهط الرسول الذي ما بعده رسل .

 

من صالحوه رأى في عيشه سعة

ولا يرى من أرادوا ضره يئل .

 

كم نالني منهم فضلا على عدم

إذ لا أكاد من الإقتار أحتمل .

 

وكم من الدهر ما قد ثبتوا قدمي

إذ لا أزال مع الأعداء أنتضل .

 

فماهم صالحوا من يبتغي عنتي

ولاهم كدروا الخير الذي فعلوا .

 

هم الملوك، وأبناء الملوك لهم

والآخذون به، والساسة الأول .

 

كان اختيال الكلل بوجه عالية بالغ الوقع على قلبي وأنا أسمعه من الشاعر الذي ينهار ركن جلده عندما يصل إلى تلك الصورة .. ومازال ترديده لهذا البيت في أذني  حتى اليوم …..

كما أن الشطر الأخير:

والآخذون به والساسة الأول

كان له من قلبي محله وأثره، ولا أعرف لذلك سببا ولا علة، والذوق أرزاق …

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق