أحمد أمين اباهصباحيات ذي المجازصباحيات ذي المجاز - صباحيات الاثنين

لغن والنقد (2) / أحمد أمين اباه

لغن والنقد (2)

تحدثنا في موضوع سابق عن النقد في لغن الحساني ومحاولات برهنة الانطباع التي قام بها البعض، وهنا يمكن القول إن أزمة نقد الأدب الحساني هي بالأساس أزمة ناقد، لأن العملية النقدية تتعلق بخلفية الناقد وبموهبته، فالناقد –حسب المختصين – ليس قاضياً فقط يقوم بمحاكمة المبدع او العمل الابداعي، فالنقد في جوهره الحقيقي عملية اكتشاف جديد للعمل الإبداعي.

ولاكتشاف هذا البعد الإبداعي لا بد من توفر أدوات النقد لدى الناقد، الذي عليه أن يسلك منهجا نقديا واضحا.

ومن أساليب النقد المشهورة:

– نقد المعاني وتتضمن إخضاع النص لمقياس الصحة والخطأ، ثم مقياس الجدة والابتكار في المعاني، وأخيرا مقياس العمق والسطحية.

-مقاييس نقد الأسلوب :

نقد الأسلوب: وهو نقد البناء اللغوي للنص، من حيث سلامة المفردات، وحسن اختيارها، إضافة إلى دقة استعمال الكلمة وتجنب الحشو، أي الكلمة المناسبة في المكان المناسب.

يذكر الأديب محمد فال ولد عبد اللطيف أنه في الثمانينيات كان واليا مساعدا في لبراكنة وكان في سمر مع المرحوم الشيخ ولد مكي في منزل بب ولد التاه ..وسأله عن أحسن من يروي له من الأدباء إنتاجا حسانيا فقال : محمد عبد الرحمن ولد المبارك ولد اليمين، وسأله لماذا ؟ فقال : ليس في أدبه أي حشو؟

فسأله عن معنى الحشو : فقال الحشو هو العبارة الزائدة المكملة للوزن لا المعنى.

ثم قال وفي المرتبة الثانية يأتي سيديا ولد هدار فليس في أدبه حشو مطلقا، فقال له : وماذا عن امحمد ولد هدار فقال ولد مكي : في أدبه حشو كثير قال له لماذا؟ : قال من كثر كلامه كثر خطأه”.

ولا شك ان النص التالي لولد المبارك ول اليمين خالي تماما من الحشو والتكرار…

واسَ بَـابَ للدِّيـــــنْ اخْــــــواظْ    =   صحَّحْ بِـيهْ النَّـــدْبْ ؤ لفْــــراظْ

ؤُ دارْ الْ لمْرَّو عُـــودْ اشْــظاظْ    =  ؤ دَايرْ هَاكْ افمَحَــــلْ أبَــــيْــتْ

مولْ اكحَــالَ يعطِـــيهْ ابيَـــــاظْ    =   ؤ مولْ افقِرتْ إصِيبْ استَغنيتْ

ؤ بانِ بَيتْ ازكَــاوتْ للْفـَـــــاظْ   =    ؤُ لاهْ أزكَ مــــــــنُّ فُمْ البَـيْــتْ

يفْلشْ فعْلتْ غَـــيــظْ المغْــتـاظْ     =  وِادَاوِ وحْلتْ مـــولْ الــزيــــتْ

واكْريمْ ؤ قُطْبْ ؤ وَلْيْ ؤ سَاسْ   =  حَسِــــــينْ ؤ طيِّـــعْ للمُـــقِـيـتْ

وِإواسِ ِوِإواسِ للــــــــنَّـــــــاسْ     =  ؤُ لا تَسمَعْ وَسَيــْتْ ؤُ وَسَـــيْتْ

و يتضمن نقد الأسلوب نقد التراكيب ومعرفة مميزاتها من حيث الجزالة والسهولة، كما يتضمن نقد موسيقى الشعر الخارجية والداخلية.

وقد أهتمت بعد المدارس في موريتانيا بالمبنى أكثر من المعنى، مثل مدرسة المير في الكبلة، فيكثر في ادب هذه المنطقة، اللف والنشر، والتكرار والتقديم والتأخير… يقول لكويري ولد عبد الله في مخاطبة جماعة من ادباء المنطقة:

ﻭﻝْ ﺍﻭّﻳْﺦْ ؤﻻﻩِ ﺗﺸﻨـــﺎﻉْ=ﺑﺪﺍﻉ ْؤُﻭﻝْ ﺍﻟﺘﻘﻲ ﯕـــــــاع

ﺑﺪﺍﻉ ؤﻭﻝْ ﺍﻣﺴﻴﺪْ اﻧﻮﺍﻉْ=ﺍﻟﺒﺪﻉْ ﺍﺟﻤﻌهَ ﻣﺸــــــﺖَّ

ؤﻭﻝْ ﺍﺑﺖَّ ﺫَ ﺑﺪﻉ ﺷــاعْ=ؤﻣﺤﻤﺪْ ﺑﺪع ﻳﺘـــــــــــْﺄﺕََّ

ؤﻻَ ﻳﻜَْﺪﺭْ يتخممْ ﺑــﺪاعْ=ﺍﻣﻌﺎﻫﻢْ ﺧمسَ ﻣﻦْ ﺳﺖ

وﺁﻥ ﺑﻌﺪ ؤُ هاﺫَ حق= ﺍ مــﯕـاﻃــﻊْ مُـﺤﻤﺪْ ﺣـــــﺖَّ

ؤ ﻭﻝْ ﺍﻭّﻳْﺦْ ؤ ﻭﻝْ ﺍﻟﺘَّﻘِ=ؤ ﻭﻝْ ﺍﻣْﺴﻴﺪْ ؤ ﻭﻝْ ﺍﺑــــــت

 

كما اهتمت مدرسة تكانت كثيرا بالشكل وإن كانت لمحمد ولد آدب لغة شعرية عالية…

عند انخيل امحيميد اكبيل= طيت امكيل و حانيت الليل

و اركبت و طيت بلا تعطيل = عنـــد انخيل الجاله مطلاك

فالتطراك و فات بذي الحيل = الليل و لا كبلت لخــــــلاك

كــــون فجـالت لعناك امكيل = تعطيه و هاذ حال اتفــــاك

ما كارهتو لخلاك انخيــــــل= امحيميد و جــــــــالت لعناك

و ذ ما فيه الوكــــــر ايحياك = ايلا ذاك افكايـــــع و اخلاك

مـــن ذ لاهـــي تظياك ايـاك = عـــــــاكب ذاك املي تظياك..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق