أحمد أمين اباهصباحيات ذي المجازصباحيات ذي المجاز - صباحيات الاثنين

الموسيقى الداخلية / أحمد أمين اباه

الموسيقى الداخلية

تختلف الموسيقى الداخلية عن الموسيقى الخارجية التي تعتمد بالأساس على وزن البحر، أما الداخلية فتتشكل من انسجام التراكيب والكلمات والحروف، وذلك باستخدام محسنات بديعية تضفي نغما داخليا على النص الشعري.

وقد أهتم بعض “لمغنيين” بهذه الموسيقى الداخلية، واختلفت أساليبهم باختلاف مدارسهم أو باختلاف معرفتهم بالأساليب البلاغية.

ومن بين من أهتم بالموسيقى الداخلية في “لغن” -على سبيل المثال لا الحصر -سيديا ولد هدار وأحمدو سالم ولد الداهي ومحمد ولد آدبه..

فمثلا ركز ولد آدب في الكثير من أدبه على التكرار والسجع ورد الأعجاز على الصدور.

فيقول في طلعته المشهورة

 

قولك حق ووعدك لذاك = صدق وذاك افلكتاب انجاب

وافلكتــاب آمـــــرت بدعاك = ووعدت افلكتاب ابليجاب

يا ربي لك بيك اتـــوسلت = واتحصنت امن الكاره و ات

همت اني فامنين اتحصنت = بيك امــن الكاره عاد اصراب

وامن اشغاب الي هاين كنت = بالي رحتو مــــن كل اشغاب

وهي طويلة ومنها

اعـــدمت الشبـــاب اتيقنــــت = اني هون اعدمت الشبــــــاب

نجمي غاب امنين اتفكــــــدت = انفكدت انــي نجمــي غــاب

راصي شاب و بامناتي عدت = واحشمت امنن راصي شاب

 

وفي مثال آخر لسيديا ولد هدار يتردد رنين الكلمات المتجانسة وحركات حرف الراوي الداخلي والراوي الخارجي.

يقول سيديا

 

جـهـاد امتـيـن أ كـــدْ أُ جـــد = هـــاذ فـالــرزق ابـــلا مــفــاد

مـــــاه بــالــجــد أ لا بــالــكد = الزرق أ لاه بــالــجــهــاد

الرزق اكبيل أصـلُ محـدود = مــاه منـكـوص أ لا مـزيــود

ذاكــــوّ تـصـريــف الـمـعـبـود = فالـرزق اكبيـل اعــل لعـبـاد

لـسـبــاب ال مــنــه مــعــدود = ســــتّ ويــــلَ عــــاد لــعـــداد

سبعَ فـاسباب الرزق أيعود = السابـعْ ولـد ابنـو المقـداد.

 

أما أحمدو سالم ولد الداهي فيركز غالبا في صناعة الموسيقى الداخلية على ما يعزفه “لزوم ما لايلزم” من أوتار داخل النص كما في المثال التالي:

 

عندك يامبوج حب عرف = ماه زاحل واديار طرف

ماه زاحل واكحال طرف = ماه زاحل يامبوج

عرفك متواسي عاد عرف = والناس ألا مبجوج

وإيجو مافات ازحال حب = عرف امبوج ياجوج

وماجوج لما اعگب = ياجوج وماجوج

 

وأيضا في

 

يَـلِـعْـوَيْـنَـاتْ الِّي اعْلِـيـكْ = مَا نَـوْخَظْ كَـاعْ ؤُلَا انْجِيكْ

ؤُلَا فِيـكْ امْنِ ألِّ كَانْ فِيكْ = نَـعْــرَفْ يَكُــونْ اصْـدَارِكْ

وِادْيَـارِكْ، مَـالِ لَـعْـدْ بِيـكْ = غَـيْـرْ إلَا طَـيْـتْ أخْبـارِكْ

نَـعْــرَفْ يَـلِّ لِ فِيـكْ حَـظْ = دَهْـرْ امْـعَـدَّلْ فِادْيَــارِكْ

وِامْـبَـــارِكْ وَلَّ يِـنْـكْـبَــظْ =  مِنْ قِيمِـتْ دَهْـرْ امْبَارِكْ

 

وتتجلى الموسيقى الداخلية من طرق عديدة من بينها كذلك تقنية اللف والنشر التي تكثر في “لغن”.

وفي الحقيقة فإن الأمثلة كثيرة جدا، وكي لا نطيل، نختم بطلعة لعبد الله السالم ولد المعلى وكاف لا أذكر قائله، وقد جمعا قوة المعنى وجمال السبك، ولا شك أنهما من أصدق الأمثلة على ما ذكر آنفا.

 

الطلعة:

فالناس الناس اللي تنكاس = كيفت حمود الناس أجناس

الفضل ألا فيها والساس = للسترة واللفظ المعكود

كيف حمود وفيها ياســـ  = ـــر أوخر كاع افحمود اكود

وأسو لعادت بعد الناس = كيفت حمود افش محمود

ملاه بعد الناس افيم = يسو شنه محمود اتعود

حمود الناس الناس أتم =  وحمود اتم ألا حمود.

 

الكاف:

الطالب بوي نعرف فيه@المعط لكبير العجلان

والخير ألحسان إجازيه@بالخير اعل ذاك أُلحسان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق